البلدية مؤسسة تربوية | سراج حسين فتحي

  • 8/8/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

قبل سنوات كتبت عن البلدية كمؤسسة تربوية بإمكانها أداء الكثير لنشر القيم التربوية والأخلاق الكريمة بين أفراد المجتمع، وعلى سبيل المثال لا الحصر بث القيم الجمالية وبوسائلها المتاحة لها والتي تمارس بعضها وبإمكانها تطويرها والارتقاء بها نحو الأفضل والأكمل إن نظرت إلى نفسها من هذا المنظار! للإنسان الذي يعيش في أي حي من أي مدينة وقرية، أو يمشي في أي شارع وطريق وزقاق، أو يدخل الأسواق لقضاء احتياجات بيته، أو يريد الاستمتاع بأوقات جميلة في حديقة عامة، لهذا الإنسان حقوق كثيرة على عاتق البلدية، فمن أبسط حقوقه أن توفر له البلدية أرصفة محترمة يشعر مستخدمها بأنها تحترم انسانيته تتصف بالجمال والمتانة ودقة الصنع كنا هو الحال في حي الإسكان بالمدينة المنورة، وكما هو موجود في حي أرامكو بمدينة الظهران حيث المساحات الخضراء على مد البصر، وحيث الملاعب الجميلة المجهزة تجهيزا راقيا ومناسبا لكل الأعمار، لأن أي فرد صغيرًا كان أم كبيرًا يحتاج إلى أماكن جميلة يلجأ إليها بين الفينة والأخرى يستمتع فيها مع أفراد أسرته أو أصدقائه، وكلما كانت البيئة الخضراء تحيط به فهذا يوفر له فرصة لاستنشاق هواءَ نقيًّا، ويمتع ناظريه مما يمنحه مزيدًا من الروح الإيجابية والتفكير السليم! وبإمكان البلدية بث الوعي بالنظافة وبكثافة واستمرارية وقوة فنية ودقة عالية الجودة باستخدام وسائل التواصل المعاصرة والتقنيات المتجددة والتي تيسر إيصال الرسائل التوعوية إلى المستهدفين بكل سهولة وبأقل تكلفة، وبامكان البلدية توفير مشروعات تنموية عديدة والتركيز على العناية بالصحة الشخصية وخاصة المشي وتوفير الأماكن المناسبة كما هو حاصل الان في بعض المدن ببلادنا الغالية. وإذا كانت البلديات في بعض الدول الأخرى تقيم مشروعات تنموية أكثر ممّا كنا نتوقع، فإننا لا نطالب بلدياتنا بتنفيذ المثل، لأن لكل بلد ظروفه وأسلوب حياته ونمط تفكيره، لكن ما الذي يمنع أن نقلدهم ولو في بعض الجوانب، فلن نطالب بلدياتنا بإقامة أسواق تجارية لبيع البضائع بأسعار مخفضة، أو توفير مواصلات عامة مجانية من وإلى تلك الأسواق، ولن نطالب البلديات بإقامة عيادات أسنان مجانية ولأربع وعشرين ساعة، ولا إقامة الموائد العامرة بما لذ وطاب وخاصة في شهر رمضان المبارك، فأهل الخير في مجتمعنا لم يتركوا للبلديات المجال والحمد لله. وأخيرًا لابد من العمل المشترك بين البلديات والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام والجهات الأخرى ذات الصلة لوضع خطة متكاملة لتحقيق هذه الرؤية التي أرجو أن تجد صدورًا رحبة وعقولاً متفتحة، وليس من الضروري الالتزام بحذافيرها، بل أتوقع أن لدى بلدياتنا من العقول والإمكانيات ما قد يتجاوز كل الطموحات والآمال والأمنيات. sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :