مع أحداث المونديال تتفجر طاقات الناس وأفكارهم، وتجتمع الأمم بمختلف أشكالها وألوانها بمجموعة من الكيلومترات. نطالع المجتمعات بتعددها على المدرجات ومنها ننظر إلى السلوكيات والجمال والإبداع والأخطاء والكوارث التي تقع. جماهير اليابان استعرضت حضارتها من خلال تنظيف المدرجات بعد انتهاء المباراة. الجمهور البرازيلي تميز بالفنون المتعددة على الأجساد والوجوه. الحماس الذي نشاهده بالمدرجات نابع من انتماء عميق للهوية التي يمثلها المنتخب. اللاعب هو مفوض عن المجتمع لتحسين صورته والظفر بالبطولة وممارسة استعراض القوة أمام الفريق الخصم، معظم الفرق الأوروبية رجعت إلى بلدانها، بينما تتألق الفرق اللاتينية. تطور الإعلام الرياضي وصار شريكا في العمل الرياضي وليس مجرد معلقٍ أو متابع. بعد «عضّة سواريز»، شن أهل الصحافة هجوما شرسا عليه مما جعل العقوبة الدولية من «الفيفا» على اللاعب قاسية وصادمة، الأمر الذي جعل مدرب منتخب الأوروغواي لكرة القدم «أوسكار تاباريز» يعلن استقالته من عضوية الفيفا وهو يقول: «منذ سنوات عدة وأنا أعمل مع (فيفا) محاضرا وعضوا للجنة الاستراتيجية، لكني لن أستطيع الاستمرار بعد ذلك، أنا هنا لا أبرر ما قام به سواريز، ولا أقول إنه لم يكن يجب معاقبته، ولكني أتحدث عن الطريقة»! يرى المدرب أن منع سواريز من اللعب أربعة أشهر وحرمانه من استكمال المونديال وإيقافه تسع مباريات دولية مجرد استجابة لمطالب الإعلاميين، بينما لا يستند القرار على منطقٍ أو قانون! كأس العالم عبارة عن تظاهرة تتفجر بها كل الإمكانات والطاقات، تحولت مفاهيم الإعلام الرياضي عما كانت عليه، لك أن تتخيل مستوى تطور النقل للرياضة ومستوى التحليل والتنظيم. هذا فضلا عن تحولات المراكز والهوامش في المجال الرياضي، حامل كأس العالم بنسخته الماضية كان من أوائل المغادرين، وحامل الكأس الذي قبله إيطاليا لحق بها، بالإضافة إلى انهيار المنتخب الإنجليزي. كل تلك التحولات تدل على أن الرياضة باتت صناعة ضخمة وكبرى لا نهاية لها ولا حد. عكاظ
مشاركة :