ظلت الأخبار تسرب من أكثر من مصدر حول منح مجموعة mbc حق رعاية البطولات الرسمية الثلاث الكبرى وظل الجميع ينتظر الشفافية في مثل هذه الأمور حتى قطع بيان الاتحاد السعودي المشترك قول كل خطيب «نظراً لتَقَدّم شركات عدة بعروض للاتحاد السعودي لكرة القدم للفوز بحقوق بثّ مباريات كرة القدم للأندية، وبعد استعراض هذه العروض فقد تم اختيار أفضلها، وهو العرض المُقدّم من تحالف بين التلفزيون السعودي ومجموعة إم بي سي بعرض قيمته 4 بلايين و100 مليون ريال سعودي مدة 10 أعوام مع الكثير من المزايا المادية والفنية الأخرى»، وللوهلة الأولى يلحظ المتابع عدم صدقية افتتاحية البيان لأنه لم يتم إعطاء إشارة للشركات المختصة لتقديم عروضها، وهو النظام المعمول به دولياً، والمسمى كراس المواصفات الذي يتضمن أهم المواصفات والشروط ومنها عدد الكاميرات، وعدد عربات النقل والمراسلين، وجودة النقل وغيرها مما يتماشى مع ما يريده الاتحاد المحلي، وما يثبت ذلك أن أحدها «لاين سبورت» أعلنت بصريح العبارة أنها نُحرت وأعياها طلب كراس المواصفات، وأبدت استعدادها القوي للمزايدة وتلبية كل المتطلبات مهما علت فاتورتها المالية، ولكن أحداً لم يرد عليها ولو بكلمة ولو «جبر خاطر»، وقوبلت بـ«تطنيش» متعمد يثبت بالدليل القاطع تبييت النية لمصلحة مجموعة mbc، لأسباب قد تكون اجتماعية أو غيرها، ولكنها أبعد ما تكون عن الرياضية، نظراً لافتقارها للخبرة الرياضية، إذ لا تضم باقتها أية قناة متخصصة، بل برامج قليلة جداً تجمل فيها كل المناسبات الرياضية المحلية والقنوات الست الرياضية المزمع إنشاؤها جديدة الشكل والمضمون، ومخالفة لنهج المجموعة التي ظلت طوال أعوام عمرها تركز على الجانب الدرامي والاجتماعي، وهذا يعني أنها ستبدأ من الصفر، وهو ما قد ينجم عنه وجود كثير من الأخطاء ككل البدايات المفاجئة، ثم إن كونها مفتوحة في عامها الأول غير مقنع كونها مجموعة هدفها تجاري بحت فهل كل هذه الملايين «حب في سواد عيون السعوديين»، ثم إن هناك مباريات عدد جماهيرها لا يتجاوز المئات فهل ترضى شركة كبرى بالخسائر المالية بهذه السهولة؟ أما أن اللغز المحير العقد الطويل جداً الذي يقطع كل أمل بالمنافسة المستقبلية في النقل، كما أنه يكشف أن من يفاوض -إن حدث التفاوض- غاب عن ذهنه أو غيب عنه المتغيرات في الاقتصاد والغلاء المتنامي في جميع مناحي الحياة، ومنها كلفة النقل التلفزيوني، فهل رضي الاتحاد السعودي بالمبلغ الكبير ليغطي على عجل ديونه المتراكمة، وبعدها لكل حادث حديث؟ وتكون الضربة الموجعة عندئذ في رأس الرئيس المقبل لاتحاد الكرة الذي سيجد نفسه متورطاً بعقد مرهق لايمكن فسخه؟ بعد هذا كله أليس منافس mbc وهمياً؟ لكم الإجابة.
مشاركة :