عزف-منفرد-(غفلة)

  • 9/28/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

فجأة أصبحت لجنة الاحتراف وحدها المسؤولة عن نكسة الكرة السعودية، وقد أراد الله بها خيراً عندما قيض لها من يتقصى ويبحث في سجلاتها، ليظهر ما خفي وكان من تعاملاتها الإدارية والمالية، وينشرها بزهو وفخر ليرى الجميع بوضوح تام ما يحدث خلف كواليسها من فوضى وتسيب. وقد سارت في ركب الحملة آلة إعلامية ضخمة أصبحت خير معين في كشف حقيقة ما يعتقدون عبر ما قدمته من دعم لوجستي منقطع النظير عندما نزعت قميص المهنية والحياد المصطنع، وقامت بدور تأكيد الأدلة المادية لأحد طرفي القضية فهي من تتواصل مع من يوافقونها التوجه، وهي من تقوم بدور البحث والتحري والتسجيل الصوتي، ثم تعرضه متباهية بالصدقية متغنية بالسبق، حتى أصبح الجو الرياضي العام لا حديث له إلا لجنة الاحتراف التي صارت مادة دسمة لمن أقفرت صفحاتهم وعانت زواياهم كساد الفكر وبرامجهم خواء المضمون. فقد تجاهلوا مشاركة السعودية أولمبياً، على رغم أهميتها القصوى، ولم تنل من حظ التغطية والمتابعة إلا النزر اليسير والاهتمام القليل، كما كانت بقية اللجان في مأمن من النقد على رغم ما بها من الأخطاء، لكن الإعلام الموجه كان في غفلة مقصودة عنها، فقد تعمّد غض الطرف، ومرت الأخطاء المتوالية بهدوء، ولم يُسلط عليها مجهر أو قلم أو تقرير، ذلك أن المطلوب هذا الموسم رأس لجنة الاحتراف، كما كان رأس المنشطات في الموسم الماضي هدفاً تمت التضحية به بكل سهولة، ولو كان النقد موضوعياً لطال كل لجنة بان خطؤها، فلا تزال «الانضباط» تعاني من عمى الألوان، وما تغريم الشباب وتجاهل النصر في المخالفة ذاتها إلا أحد فصول مهازل لجنة السي دي، فيما المسابقات ما زالت ولموسمين عاجزة عن تبرير منطقي مقنع حول جدولة مباريات الدوري المفصلة بإحكام لأندية دون غيرها، ومارست هذا العام تعنتاً غريباً ضد الهلال ورفضت دعمه آسيوياً بتقديم أو تأجيل مبارياته، ولولا أن رئيس نادي نجران أحرجهم بموافقته على نقل مباراة الفريقين للرياض لظلوا يدعون الكوارث التي قد يسببها أي تعديل ولو كان طفيفاً وغير مؤثر، وهم الذين كانوا للتأجيل مع غيرهم يهرعون. وبقيت اللجنة الأخطر والأكثر خطأً الحكام تنعم برغد من العيش، على رغم ما سببه حكامها من ظلم فاضح، وأخطاء بدائية لا يمكن تبريرها، يكفي أن تشاهد لقاء الرائد بهجر لترى الحال المأسوي الذي آل إليه التحكيم، وتتساءل عن سبب صمت الإعلام عن مناقشة ذلك بإخلاص البحث في خفايا الاحتراف وتخصيص البرامج له، هل لأن المتضرر ليس من أندية الصوت العالي وبيانات ذر الرماد في العيون ضد الحكم المحلي الذي لا ينكر أفضاله عليهم إلا جاحد، أم أن الغفلة تكون بحسب ميول رئيس اللجنة؟ وهي تساؤلات أثبتت الأحداث صدقيتها وبقي المتابع يتمنى أن تكون سبباً في استفاقة الإعلام الرياضي من شخصنة القضايا المهمة، لأنها ستتحول لا محالة إلى خاسرة، والحرص على البحث عن الحقيقة مجردة من الميول، وفي مصادقة اتحاد الكرة على قرارات لجنة الاحتراف والتأكد من مستنداتها الخبر اليقين.

مشاركة :