الإعلام الجديد وفضائح الحوار! | لولو الحبيشي

  • 8/11/2014
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

في أحد الأبحاث التطبيقية لمادة مناهج البحث في الإعلام الجديد، ضمن برنامج الماجستير في جامعة الملك سعود، اقترح د. هيثم يوسف إجراء خطة بحث بعنوان «دور الإعلام الجديد في تعزيز ثقافة الحوار»، وقد كانت فرصة غير سعيدة بالمرّة أن نضطر للبحث في الوسوم التي استهوت الشباب، وأشعلت الحوار على شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر)؛ لأنه بالقدر الذي فتح الإعلام الجديد قنوات للتواصل، ومنح الفرص للتحاور، إلاّ أن الأسماء الحركية والشرائح مجهولة الهوية كثيرًا ما عززت الشعور بالأمان من العقوبة، ودفعت لإساءة الأدب، وعلى كثرة ما أدلى المغردون بآرائهم في شتّى الموضوعات إلاّ أن جدية النقاش تكاد تكون منعدمة، والآراء فوضوية متعجّلة، والسباب غزير، والتجرؤ على القذف، والتصنيف، والتطاول فائض! يرى البعض أن جدة الإعلام الجديد، وما يتيحه من مزايا هو سبب هذه (النفايات) الكلامية، وأن المتحاورين سيخرجون أسوأ ما لديهم في هذه المرحلة لحين استيعابهم الطفرة التقنية، واعتيادهم عليها، ثم ما يلبثون أن (يستحموا) ويرتدوا أجمل ما لديهم للظهور بشكل لائق عبر قنوات الإعلام الجديد (يارب يجي هاليوم بسرعة)! واللافت المؤسف هو أننا بقدر ما نتغنى بالدين، وأننا أكثر خلق الله تمسكًا به، والتزامًا بتعاليمه، نقترف الخطايا الكلامية، ونترك خلفنا آثارًا قبيحة لأسباب سخيفة، وأغلب ما يشعل المهاترات، ويغذي التجاوزات، الحوارات التي تكشف عن اختلافات في الميول أو التوجهات، فالمطالبون بتنظيم حفلات موسيقية في الرياض مثلا يواجهون سيلاً عرمًا من السباب والرمي بالليبرالية، والعلمانية، والأمركة، والزندقة.. وهلم سوءًا، والحال أكثر قبحًا وتجاوزًا بين مشجعي الأندية الذين يبلغ بهم التعصب الرياضي التفلّت من كل قيمة، والمسارعة بالقذف والرمي بأبشع التهم لمجرد اختلاف الميول، كما يناصر هؤلاء بعضهم على الباطل، ويدعمون بعضهم في اقتراف مس الدين والعرض لمن يخالف هواهم الرياضي!! المتابع للحوار على شبكات التواصل يصطدم بالواقع المؤسف، ويرتطم بالمستوى الموجع من التفلت والاستهتار، وحتمًا لن يوافق على كون الأمر مسألة مؤقتة لحين نتعود على الحوار الإلكتروني، فتزول الصدمة، وتهدأ الأعصاب، ونختار أن نعبر عن أنفسنا وانتماءاتنا بشكل حضاري، بل سيجد أن تفعيل قانون الجريمة الإلكترونية، والمبادرة بمحاسبة المتجاوزين رسالة دينية، وقيمية، وحضارية لتطهير الحوار، والارتقاء به، وتعزيز ثقافة المسؤولية. @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :