المعارضة القطرية تقوى في مواجهة «الحمدين»

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة:«الخليج» قال محللون وخبراء سياسيون، إن المعارضة القطرية لم تكن وليدة اللحظة، وأن الأزمة القطرية مع الدول الداعية لمحاربة الإرهاب، دفعتها للتعبير عن نفسها؛ حرصاً منها على مصالح الشعب القطري، وانحيازاً إلى المشروع القومي العربي. وأضافوا: أن المعارضة القطرية ما إن عبرت عن نفسها، حتى حظيت بثقة لدى الرأيين العامين العربي والدولي، لا سيما أنها تحمل رؤية وسياسات بديلة لما ذهبت إليه السلطات الحاكمة في الدوحة، من سياسات وظيفية تسعى من خلالها إلى بث الفرقة، وعدم الاستقرار في المنطقة، وتبنيها لسياسات دول إقليمية، مثل: إيران و«إسرائيل»؛ حيث تحمل مهددات للأمن القومي العربي.قال الدكتور وحيد عبدالمجيد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن استمرار أزمة قطر مع الدول الداعية لمحاربة الإرهاب، من شأنه اتساع دائرة المعارضة القطرية، لا سيما أنها تضم العديد من العقلاء والحكماء، من بينهم الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، والشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، مشيراً إلى أن المعارضة القطرية تسعى إلى ترميم ما ذهبت إليه ممارسات السلطات الحاكمة في قطر، من استقواء بالخارج على حساب المصالح العربية، وعودة الدوحة إلى الصف الخليجي والعربي. وأضاف: إن ظهور المعارضة القطرية لم يكن وليد اللحظة؛ بل هي موجودة منذ انقلاب حمد الأب على الأمير خليفة الجد، غير أن الأزمة الحالية دفعتها للتعبير عن ذاتها، حرصاً منها على المصالح القطرية، وانحيازاً لسياسات الحكمة وحسن الجوار.وقال جمال أسعد عبدالملاك المفكر السياسي المعروف، إن الأزمة القطرية مع الدول الداعية لمحاربة الإرهاب، دفعت المعارضة إلى أن تنشط من دافع وطني؛ حرصاً على مصالح الشعب القطري، الذي وجد نفسه في أزمة مع أشقاء عرب بينهم نسب ومصاهرة؛ وذلك للتعبير عن رأيها في القضايا التي تشكل أزمة، سواء كان لشعبها أو مع الدول المحيطة، وخاصة دول الخليج العربي.واعتبر أن مؤتمر لندن غير المسبوق، وتحركات الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني في أزمة الحجيج، وكذلك في الأزمة الحالية، كلها دلالات على أن المعارضة القطرية لديها سياسات بديلة، وأنها ترفض السياسات التي دفعت بالدوحة إلى أن تخسر أشقاءها، وتنحاز إلى إيران وتركيا و«إسرائيل».وقال: إن ما يميز المعارضة القطرية أنها تعمل وفق رؤية موضوعية وحكمة كبيرة، وأنها بدأت تأخذ طريقها، سواء حلت الأزمة أم ظلت تراوح مكانها بفعل عناد النظام القطري والإملاءات الأجنبية على صانع القرار في الدوحة.وأضاف، إن المعارضة القطرية باتت تشكل ورقة ضغط على الدوحة، وأنها ستستمر في تبني موقف سياسي موضوعي تسعى من خلاله للحفاظ على المصالح القطرية.وقال أحمد شعبان المحلل السياسي ورئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن اتساع المعارضة القطرية يأتي تعبيراً عن رأي شعبي قطري له دوافعه، ويتنامى من منطلق رفض سياسات النظام الحالي، وتمثل الرأي الذي يطالب بحسن الجوار، وطيب العلاقات مع الأشقاء العرب، والحفاظ على المصالح القطرية والعربية معاً.ورأى شعبان أن النظام القطري الآن أمام لحظات فارقة في تاريخه، فعليه أن يعيد حساباته؛ لأن استمراره على انتهاج سياسته الحالية سيجلب لقطر وللمنطقة معاً كثيراً من المتاعب، لا سيما أنه يتصور أن بإمكانه مجابهة الأمة العربية، وأن استمرار دعمه للإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، من شأنه إطالة أمد حكمه، مستنداً في ذلك إلى علاقات مع القوى الإقليمية، التي تضمر للعرب مخططات منها التقسيم وغيرها من مهددات الأمن القومي العربي.وقال: إن النظام القطري سيدفع المعارضة بسياساته الخاطئة إلى مزيد من البروز والتوسع، غير أنه بات عليها أن توحد صفوفها، وتصوغ برنامجاً وطنياً موضوعياً قابلاً للتنفيذ، بشأن تحركاتها يحدد أهدافها، وخطوات العمل من أجل تحقيق تلك الأهداف، وأن تجمع حولها أكبر قدر من الحلفاء، شريطة أن يكون هذا البرنامج في خدمة المصالح القطرية والعربية معاً، وأن يبتعد عما تذهب إليه القوى الإقليمية، التي تحمل الكثير من المؤامرات، ليس فقط لأمن قطر؛ بل الأمن القومي العربي.وأضاف: إذا استطاعت المعارضة إظهار الوجه الوطني العربي، الذي سينطلق من الحفاظ على المصالح القطرية والعربية، فسيكون لها شأن كبير في المستقبل القريب لتصحيح المسار السياسي.وقال أحمد عبدالحفيظ، المحلل السياسي ونائب رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن المعارضة القطرية استطاعت منذ بداية الأزمة أن تظهر أن الدوحة ليست في موقف موحد، وأن الأسرة الحاكمة ذاتها ليست على رأي واحد، وأن بداخلها من لا يقبل بالممارسات والسياسات المنحازة إلى مشروعات إقليمية على حساب المشروع القومي العربي، كما كشفت المعارضة القطرية عن وجود خلاف حقيقي في الداخل حول السياسات الداعمة للإرهاب والمتدخلة في شؤون دول الجوار.وأضاف إن المعارضة القطرية في اتساع مستمر، وأنها باتت تشكل حقيقة جديدة ضاغطة على النظام القطري، لتقديم حلول ليس فقط تجاه الأزمة مع الدول الداعية لمحاربة الإرهاب، لكن لمجمل السياسات القطرية، التي يعاني الشعب القطري بسببها.وأوضح أن المعارضة القطرية تحظى بثقة كبيرة لدى الأشقاء العرب في منطقة الخليج ومصر، لا سيما أن من بينها كبار العائلات والعشائر القطرية، الذين يرفضون استمرار قطر كدولة وظيفية تؤدي أدواراً بالوكالة لمصلحة قوى إقليمية ودولية، تسعى إلى إحداث القلاقل، وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن المعارضة القطرية وطنية، وتسعى إلى تحقيق مصالح الشعب القطري، وترفض كل مهددات الأمن القطري والعربي.

مشاركة :