حرارة الصيف التي تلفح الصحراء وتنسج خيوطاً صفراء ساخنة لم تردع شباب العين من الهروب منها، بل قهروها بتواجدهم فيها وتفعيل مغامراتهم الشبابية، وممارسة أروع هواياتهم، إذاً هو نبض الشباب الذي يأبى أن يقف في وجه انطلاقته للحياة أي شيء. 6 شباب يجمعهم عشق الصحراء، فعلى رمالها يروون أسمى حكاياتهم معها. يغامر حمد الكعبي، ومحمد الظاهري، وسالم الشريفي، ومبارك العتيبي، وسالم النعيمي، وخالد البلوشي بين حين وآخر في أحضان الصحراء التي تكتسي بملامح ومفردات تنبض بمفاهيم الأصالة العربية ومفرداتها العريقة. وتنطلق المغامرة في سيارة ذات دفع رباعي، يتم تصعيدها على الرمال الذهبية ملتزمين بمعايير الأمن والسلامة لدى ممارستهم هذه الهواية، كعدم تزويد السيارة بأي مواد سريعة الاشتعال، وكذلك توفر طفاية حريق داخلها. صيد الصقور وفي مغامرات الفيحاء أيضا وبمداد العشق لتربية وتدريب وصيد الصقور حكايات وبدايات ونهايات، فكلّ له مع طيره حكاية لا تكتمل فصولها إلا في الصحراء، شباب جمعتهم هواية الصيد بالصقور التي يستثمرون بها وقت فراغهم ويكتسبون عبرها خبرات ومهارات شتى. أضف إلى ذلك أنها هواية تعلم الصبر والشجاعة، ولا يأتي اهتمام الشباب بالصقور عن فراغ، فهم اقتبسوا عشقها من أجدادهم الذين نقلوا ذلك إليهم. ومن جانب آخر يستمتع الشباب أيضا وهم على التلال الذهبية بمشهد قيام ثلة من شباب العين بتدريب جمالهم على سباقات الهجن ضمن الحلبات المخصصة لها، متمنين تنظيم سباقات الهجن بشكل مستمر في شتى إمارات الدولة. لوحة لا يختلف اثنان على أن الصحراء عبارة عن لوحة متناغمة ساحرة في مفرداتها، فكلما نظرنا عبر مساحاتها الشاسعة تمدنا بالصفاء والنقاء، وتخالجنا ذكريات الأجداد الذين ترعرعوا على رمالها الذهبية، وتشربوا منها معاني الصبر والصمود والقوة، كيف لا وهذه البيئة ليست رمالاً وأرضاً قاحلة فقط، إذ تؤكد الصور التي تلتقطها عدسة حمد الكعبي أكبر دليل على ما تحفل بها هذه الرمال من آيات الجمال. وأوضح الكعبي أن الصحراء بيئة عامرة بمختلف الأحياء شأنها شأن أي بيئة أخرى، ففيها يجد وأصدقاؤه ذاتهم التي ما زالوا يجوبون كل جزء منها، كما أنه ومن خلال كاميرته يجسد اللحظات الصحراوية عبر ذاكرة آلة حبس الصورة، حيث عقد صداقة معها فتحسس جمالها وتفاصيلها الساحرة وسرعان ما يترجمها إلى لوحات مصورة تنبض بالحياة.لقاء ويستمتع الأصدقاء الستة دائماً بلقاء بعضهم البعض، وتبادل الأحاديث، وأهازيج الذكريات التي جمعتهم، ولا يحلو لقاؤهم إلا على التلال، حيث يقضون وقتا ممتعا بعيدا عن روتين العمل اليومي وضوضاء المدينة. موضحين بأن طلعات البر برفقة الأصدقاء لا تعوض بثمن، ففيها ترويح عن النفس، فالهواء النقي، والبعد عن الضجيج يشعر الفرد بأريحية لا يمكن وصفها، والجلسة البرية حول النار، وتبادل أطراف الحديث في جو هادئ لا تشوشه قنوات الاتصال تشعر الفرد بنقاء الأفكار، واتزان في المزاج، كما أن افتراش الأرض والتحاف السماء يجعلان الإنسان ينعم بهدوء مطلق، ويتيحان له فرصة كبيرة في التأمل، وتذوق جمال الطبيعة.
مشاركة :