حزب الله يتوسط سرا لإعادة العلاقات بين الحركة وسوريا، وقطر تنتظر نتائج الوساطة قبل حرق مراكبها مع المحور العربي.العرب [نُشر في 2017/09/25، العدد: 10762، ص(1)]استكمال الحلقة المفقودة بيروت - تعمل إيران بهدوء على استعادة تحالفها مع حركة حماس الإسلامية كمقدمة لمصالحة أهم بين قطر والحكومة السورية، وفقا لمصادر قالت إن طهران ترى في هذه المصالحة المركبة استكمالا لـ”حلقة مفقودة” في شبكة تحالفاتها في المنطقة. ويتولى حزب الله الشيعي اللبناني جهود وساطة تجري سرا بين مسؤولين إيرانيين وقياديين في الحركة الإسلامية الفلسطينية، التي تشهد إعادة تموضع إقليمي، منذ التغييرات التي شهدتها على مستوى القيادة هذا العام، وتحولت معها أجندة الحركة باتجاه مقاربات أكثر براغماتية عن ذي قبل. والعودة إلى التحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو مسار تصحيحي بالنسبة لقطر وحماس، التي ارتكبت أكبر أخطائها الاستراتيجية باعتمادها على نظام الرئيس المصري المنتمي إلى الإخوان محمد مرسي عام 2012 ومقاربة الدوحة في تأييد الثورة السورية، في وقت كان النظام السوري يواجه فيه خطر سقوط وشيكا. وتساعد الظروف الإقليمية قطر أيضا على التسريع من محاولاتها لإعادة العلاقات مع نظام الأسد. فقد عززت الدوحة علاقتها مع إيران، في تحد لمحور السعودية ومصر والبحرين والإمارات، التي فرضت قطيعة على قطر في 5 يونيو الماضي. كما تحاول تركيا، الداعمة للمشروع الإسلامي في المنطقة، القفز على خلافاتها مع إيران، بعدما تراجعت عن مطالباتها بضرورة رحيل الأسد.السنوار حلقة الوصل مع إيران لكن هذه الجهود تواجه مقاربة مضادة من قبل الدول الأربع الممثلة للمشروع العربي الجديد لعزل حركة حماس عن مجال النفوذ القطري في المنطقة، وإقناعها بالتراجع عن رؤية الإخوان المسلمين الأيديولوجية، بما يجعلها تتصرف كحركة تتحرك من منطلقات فلسطينية، ولا تخدم مشروعا فكريا متشددا. وقال سياسي لبناني قريب من النظام السوري، طلب من مراسل وكالة “أسوشيتد برس″ عدم ذكر اسمه، إن وساطة حزب الله ما زالت مستمرة”، لكنه أكد أيضا أنها “ما زالت في مراحلها المبكرة”. وقال مسؤول فلسطيني يتابع عن قرب علاقات حماس في المنطقة، إن هناك “إشارات إيجابية من سوريا تجاه الوساطة القائمة”. ومنذ صعود يحيى السنوار لقيادة الحركة في غزة في فبراير الماضي، تحاول حماس إخراج العلاقات التي لم تقطع تماما مع إيران من الجمود الذي طغى عليها، إلى العودة لاستقبال الدعمين المالي والعسكري الإيرانيين بنفس معدلات ما قبل الأزمة السورية. وفي أغسطس الماضي أرسلت حماس وفدا هو الأعلى مستوى منذ سنوات إلى طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني. والتقى الوفد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، ومستشارين للمرشد الأعلى علي خامنئي. ويقول المسؤول الفلسطيني إن مسؤولين في حماس عقدوا هذا العام ثلاثة لقاءات مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وإن العلاقات بين الجانبين عادت بالفعل إلى طبيعتها. وردت إيران على مبادرات الحركة برفع مستوى الدعم المالي. والشهر الماضي قال السنوار في لقاء صحافي إن إيران اليوم “هي أكبر داعم مالي وعسكري لكتائب عزالدين القسام”، الذراع المسلحة للحركة. وهذا الشهر أشار محمود الزهّار، القيادي في حماس، إلى “خطوات للمصالحة مع سوريا”، وأنها “يجب أن تستمر”. وردّ مسؤولون سوريون بأنهم “منفتحون على المصالحة مع حماس، لكن لن يسمح بإعادة فتح أي مكاتب لها في دمشق”، وفق تقارير صحافية. وقال خالد عبدالمجيد، وهو مسؤول فلسطيني مقيم في دمشق، إن “تصريحات القياديين في حماس بضرورة تحسين العلاقات مع دمشق غير كافية بالنسبة للحكومة السورية”. وأضاف “ما حدث بين الجانبين كان كبيرا، الأمر وصل إلى الخيانة كما تقول السلطات السورية”، وأكد أن “الوساطة لم تدخل مرحلة الجدّ بعد”.
مشاركة :