على وقع خطى الانتصارات المتلاحقة ضد أعداء السلام من عصابات داعش الإرهابية وتحت شعار "معاً من أجل السلام .. الاحترام والسلامة والكرامة" ولمناسبة يوم السلام العالمي أحيا الموسيقار العالمي نصير شمة حفلا موسيقيا كبيرا وفريدا من نوعه الخميس الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول الجاري في المسرح الوطني بالعاصمة بغداد بحضور نائب ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق جورجي بوسطن، وممثل محافظ البنك المركزي العراقي صلاح النعيمي ورئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية، وممثلي وأعضاء رابطة المصارف الخاصة العراقية وعدد من المسؤولين العراقيين والهيئات الدبلوماسية المعتمدة في بغداد ونخبة من المثقفين والفنانين والإعلاميين ورؤساء منظمات المجتمع المدني وغيرهم . الحفل الذي حضره أكثر من الف شخص وتميز بحسن ودقة التنظيم الشامل وأقامته رابطة المصارف الخاصة العراقية التي كان دورها فاعلا ومؤثرا عبر الدعم المادي واللوجستي من خلال المصارف الخاصة الداعمة وبعض الفرق المتطوعة بقيادة وديع الحنظل رئيس الرابطة رعته جهات عدة في مقدمتها البنك المركزي العراقي الذي تواصل مع الرابطة في رعاية جميع مبادراتها ومنها هذا الحفل الكبير فضلا عن وزارة الثقافة ومنظمة اليونسكو وشبكة الإعلام العراقي التي كانت الراعي الإعلامي الرسمي للحفل. • فيلم وثائقي وابتدأ الحفل بعزف السلام الوطني العراقي وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق ومن ثم عرض فيلم وثائقي من إعداد وإخراج نبيل النجار، استعرض فيه تحضيرات واستعدادات رابطة المصارف العراقية لإنجاز حفل يوم السلام العالمي والمبادرات الإنسانية التي أطلقها سفير اليونسكو للسلام نصير شمة بتمويل ورعاية الرابطة ومنها "حملة أهلنا لرعاية ودعم النازحين" و"ألق بغداد" وغيرها. • كلمة ممثل الامين العام للامم المتحدة واعتلى المنصة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جورج بوسطن الذي ألقى كلمته باللغة العربية الفصحى ما سجل سابقة مهمة حيث أكد: "ننحني للشهداء الذين سقطوا في الدفاع عن العراق ومن أجل ان تستمر الحياة، وبفضل تضحياتهم وشجاعتهم تحررت الموصل وباقي أرض العراق، من قوى الشر داعش. مشيدا بدور الفنان العالمي وسفير السلام نصير شمة في تكريس وإشاعة لغة السلام والمحبة ونبذ العنف والتطرف عبر عديد الفعاليات والأنشطة ومنها هذا الحفل الكبير الذي يقام لمناسبة اليوم العالمي للسلام برفقة مجموعة من الموسيقيين العالميين الذين تضامنوا مع شعب العراق ضد الإرهاب معلنين رسالة سلام واحدة لكل العالم من أرض العراق . • "حكاية الشهيد" تتواصل عبر "أور" وكعادته وللسنة السادسة على التوالي حلق الموسيقار نصير شمة بإبدعاته الموسيقية المتوهجة برسائل السلام والجمال والحب التي نثرها في سموات العراق الذي يرنو الى السلام والأمان في كل لحظة بالاشتراك مع ضيوفه المميزين الذين قدموا من أميركا وباكستان والمكسيك وفرنسا والباراغواي فضلا عن العراق، فقدم مؤلفات موسيقية موحية ومعبرة ودالة ابتدأها بـ "حكاية الشهيد" ليعقبها بقطعة "أور" التي تشير الى زقورة أور الشهيرة والتي أكد أنه استوحاها من جريمة داعش التي ارتكبتها بحق الأبرياء مؤخرا في طريق الناصرية البصرة وراح ضحيتها عشرات الشهداء وشاركه بعزفها رايمون من المكسيك ولافين من اميركا وناهتوفا من ارمينيا. • رسائل سلام عالمية ومن ثم تتالت مؤلفاته الموسيقة الراقية شكلا ومضمونا سواء الانفرادية أم تلك التي قدمها بمرافقة الموسيقيين الأجانب والعراقيين ومنها شملت: باب توما،، وإشراقات، والربيع التي قدمها شمة للمرة الاولى في العراق التي تراقصت فيها أنغام الربيع بألوانه الزاهية وبحسب شمة فهي تختلف عن قطعة الربيع الخالدة للموسيقار فريد الاطرش . وبناء على طلب أحد الحاضرين من الجمهور المتابع والمستلهم لإبداعات شمة قدم مؤلفته الجميلة "رقصة الفرس" التي كان قد ألفها عند تخرجه من معهد الدراسات الموسيقية عام 1988 عندما قدم الى عمان في الأردن وشاهد الفرس (أصايل) التي أعجبته حركاتها الراقصة فألف هذه المعزوفة المبهرة . وشهد الحفل أيضا مجموعة من الأعمال الموسيقية الأخرى كان من بينها قطعة إيقاعات جميلة قدمها بشكل مشترك ثلاثة من العازفين من العراق والبرازيل وباكستان فضلا عن قطعة "رحلة الى الهنود الحمر" الانفرادية التي قدمها العازف الباراغواني على آلته الموسيقية الجميلة (الهارب) حيث احتفى به شعبه الباراغواني لحضوره الى العراق ومشاركته في إحياء حفل يوم السلام العالي فضلا عن قطع أخرى أضفت على جو الحفل تناغما موسيقيا معبرا لإيصال رسائل السلام العالمية من بغداد دار السلام التي وقفت بوجه الإرهاب والتطرف والعنف بمشاركة ضيوفه المميزين الذين يمثلون نخبة من أشهر عازفي الموسيقى في العالم، وهم: هوفا براين ودارلي جوزيف لافيجني ورامون فلوريس من الولايات المتحدة الأميركية، وخان محمد شريف وشاهباز حسين من باكستان - المملكة المتحدة، وماهر بلحاج واسماعيل ايدسما والكسندر ليجراند وجوليام تولي من فرنسا ،وجورج بيزيرا من البرازيل، ولوجي بيفيرلي من ايطاليا . • حضور تونسي وشهد الحفل أيضا القاء الباحث التونسي الدكتور عبداللطيف عبيد كلمة حيا فيها شعب العراق، كذلك قصيدة الشاعر التونسي مازن الشريف التي تغنى فيها بالعراق وأدواره الفاعلة في نهوض الأمة العربية والدفاع عنها. وردا على هذه الكلمات الجميلة بحق العراق وشعبه أهدى نصير شمة قطعة "الى تونس" التي أداها بالاشتراك مع العازف الباكستاني وآلته المعروفة بـ "السيتار". • مبادرة ألق بغداد نصير شمة الذي سبق له أن أطلق أكثر من مبادرة مع رابطة المصارف الخاصة العراقية ومنها مبادرة "ألق بغداد" أعلن خلال الحفل أن هذه المبادرة التي تهدف لاعادة تأهيل 20 ساحة في بغداد ستنطلق قريبا بعد اكتمال الإجراءات القانونية والانتهاء من تحليل العطاءات المقدمة من الشركات المرشحة لتنفيذها ومن ثم توقيع عقود العمل والإحالة على الشركات الفائزة مع إضافة "ساحة الفردوس" التي لم تتمكن أمانة بغداد من تأهيلها بسبب شح الموارد المالية، مشيرا إلى أن هذا المشروع دعمه عدد من المصارف الخاصة برعاية البنك المركزي العراقي وبالتنسيق مع الرابطة. موضحا أن البنك الدولي سيكون المشرف على تنفيذ مشروع "ألق بغداد" وفق المواصفات القياسية المعتمدة لديه وبرعاية متكاملة من لدن البنك المركزي العراقي . ونوه إلى أن رابطة المصارف الخاصة العراقية تعد الشريك الاستراتيجي لنا عبر دعمها لعدد من المبادرات التي أطلقت أفكارها في السنوات الماضية فدخلنا في تحد من نوع آخر لاعادة بناء بغداد وزهوها وحضارتها على أسس سليمة وصحيحة من جميع النواحي وبعيدا عن الطرق والاساليب النمطية والتقليدية . ليختتم الحفل بقطعة موسيقية رائعة ضمنها نصير شمة النشيد الوطني العراقي الذي ما أن تصاعدت أنغامه حتى قام جميع الحضور وقوفا وهم يرددون كلمات النشيد "موطني موطني ...". • مفتاح الموصل وعلى صعيد آخر كان سفير السلام الموسيقار نصير شمة قبل قدومه الى بغداد قد زار الموصل ومخيمات النازحين كما التقى بعدد من شباب وشابات الموصل الذين حيا فيهم روح الإصرار والتحدي المفعم بالأمل بعودة الموصل الحبيبة بعد تحريرها من براثن الإرهاب واحة من واحات الأمان والسلام والتآخي والتعايش السلمي بين أبنائها بكل مكوناتهم، وقد قام هؤلاء الشباب والشابات بإهدائه "مفتاح الموصل" الذي أعلن إعتزازه به مؤكدا أنه سيرافقه في جولاته الموسيقية عبر العالم.