علاء مدكور * مع انقضاء أسبوعين من دوري الخليج العربي لكرة القدم، ظهرت بوضوح إشكالية إحجام الجمهور عن حضور المباريات، على الرغم من أهمية وقوة أطرافها، صحيح أن هذه المباريات شهدت حضوراً أفضل نسبياً من سواها، لكن المحصلة خجولة جداً وتستوجب الوقوف عندها من كل أطراف المسؤولية.. النادي ولجنة المحترفين واتحاد الكرة والإعلام وسواهم ممن أزعجهم مشهد المدرجات الخاوية على عروشها.* وهناك عوامل اشتركت مع بعضها وصنعت ظاهرة عزوف الجماهير، وربما تكون الأسباب الحالية مختلفة عن الأسباب التي تعودنا عليها في كل موسم، وهي كلها تصب في منظومة كرة القدم بالإمارات، ممثلة في الجهات التي أشرت إليها، وهناك أسباب أخرى تركت آثارها في المناخ العام، حيث التراجع المخيف للكرة الإماراتية على مستوى المنتخبات، وبخاصة خروج منتخبنا، حيث تبخر حلم الوصول إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، بجانب خروج الزعيم العيناوي من آسيا، والجديد هو ما حدث لمنتخب الناشئين مؤخراً في تصفيات آسيا ، وما ترتب عن الغياب من ضياع جيل أعد بشكل جيد منذ سنوات، قبل انتخابات اتحاد الكرة بعامين تقريبا، حيث صرف عليه الكثير ليكون أملاً جديداً لمستقبل الكرة الإماراتية، جيل امتلك كل المواصفات من بنية جسمانية ومهارات وثقافة وفجأة تبخر كل شيء، ما جعل الجو محبطاً.أما بخصوص المستوي الفني المتدني الذي ظهرت به كل الفرق تقريباً، فالعذر الوحيد لهم أننا في بداية موسم والحكم عليهم سيكون متسرعاً، وحتى يتم تثبيت التشكيلة واكتساب الاحتكاك عبر المباريات الرسمية من خلال 5 أو 6 أسابيع، لن يكون للمستوى الفني مؤشر حقيقي يعتد به. ومسؤولية الأندية بالذات في العزوف الجماهيري كبيرة، هل وفرت ما قد يستقطب الجماهير ويريحها مثل مواقف السيارات والخدمات المختلفة؟ فسهولة الدخول والخروج بشكل آمن ومريح، مع توفر أماكن للصلاة وللوضوء، وأيضا دورات مياه لائقة وكافية من حيث العدد، وكذلك هل وفرت «كافتريات» لبيع الساندوتشات والمشروبات بأسعار تتناسب مع إمكانات الجميع؟ السؤال يطرح نفسه بقوة والكرة كانت ومازالت في ملعب الأندية.وبالنسبة إلى لجنة المحترفين لنا أن نتساءل لماذا تقام مباريات يوم السبت، ولماذا لا نكتفي بالخميس والجمعة فقط في نهاية كل أسبوع لنسهل حركة الجمهور ونراعي ظروفه؟هجرة الملاعب واقع مخيف، والتسليم بها كحقيقة معناه التسليم بعجزنا عن وضع الحلول والمقترحات.
مشاركة :