أطفال المبتعثين غربة وطن أم غربة فكر

  • 9/28/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بحث مخصص الدخول والأرشيفنسخة الجوالal - watanالرئيسيةالسياسةالمحلياتالاقتصادالثقافةالرياضةحياة الوطنيكتب لكمنقاشاترؤية 2030PDF آخر تحديث: الخميس 28 سبتمبر 2017, 2:47 ص نظام الحمدين شرد الغفران بالعنصرية والتعذيب خادم الحرمين ورئيس الصومال يبحثان أوضاع المنطقة 24.1 مليارا تدفعها الأسر السعودية لـ 1.5 مليون سائق خاص سنويا مدربات عربيات لتعليم السيدات القيادة والشورى يسرع قانون مكافحة التحرش 18 مليارا استثمارات جدة داون تاون نظام الحمدين شرد الغفران بالعنصرية والتعذيب أطفال المبتعثين غربة وطن أم غربة فكر يظن البعض أن المبتعث شخص منسلخ من عادات أهل بلده وأحيانا من الدين واللغة العربية، إلا أن الآباء في الخارج في حالة تسابق مع الزمن، فكل يوم يمر في حياة أطفالهم خارج الوطن يؤصل في أنفسهم مبدأ الانتماء إلى تلك الأرض التي سيعودون إليها بفارغ الصبر. مما لا شك فيه أن العديد من أطفال المبتعثين لم يولدوا على أرض الوطن، ونظرا لأسلوب الحياة المليء بالأعباء الدراسية على الوالدين، يضطر كثير منهم إلى إلحاق الطفل بدور الحضانة منذ الأشهر الأولى من ولادته، كما أن الطفل يقضي ساعات طويلة وسط المربيات الأجنبيات والأطفال قد تصل إلى 12 ساعة في اليوم. في مثل هذه الظروف، كيف يتمكن المبتعث من تأصيل وغرس حب الوطن في نفوس أطفاله؟ الحديث عن الوطنية والحب بشكل عام أمر سهل، إلا أن تفعيل شعور الحب تجاه شخص كل يوم يعد أمرا صعب التحقيق، كأن يسأل الشخص نفسه عن مشاعره تجاه والده ووالدته وهو في وسط اجتماع في غاية الأهمية. الشخص على يقين أنه يحب والده ووالدته ولكن تفعيل المشاعر الكامنة تقتضي الاستحضار. حب الوطن -من وجهة نظري- هو حالة من الحنين ومزيج من المشاعر الكامنة أشبه ما يكون بـ(Nostalgia) لذكرى مفرحة أو حتى محزنة، ولكن تجاوزها الشخص بنجاح، هو شعور مشابه لرائحة القهوة التي كانت تعدها والدتك وحلوى الزمن الجميل من بقالة الحي. هذا الشعور هو مزيج من الحواس الخمس الذي ينهض بحراك أحدها أو جميعها. عندما يعايش الشخص هذه المشاعر على أرض الوطن فسينقلها بدوره إلى أطفاله مهما بعدت المسافات واختلفت الأوقات. سأذكر هنا بعض الطرق التي التمست نجاحها مع أبناء الطلبة المبتعثين: أولا: الطفل مثل الكتاب والآباء مكلفون بكتابة محتواه إما إيجابي أو سلبي، فيجب الحرص على ذكر هذا الوطن البعيد على الدوام كما ذكر الإيجابيات وتجنب السلبيات. ثانيا: سيمر على الطفل معلومات مغلوطة وصور نمطية عن بلده وأهلها (Stereotype)، فمن اللازم شرح المسألة وتأصيل فكرة أن كل مكان على وجه الأرض به الصالح وخلافه، وأن الكمال للخالق فقط، ونحن بدورنا نحسن الخلل ونحسن من أنفسنا. ثالثا: إخبار الطفل بأجمل وأظرف الذكريات والقصص التي مر بها الأب والأم، كإخباره عن المدرسة أو ملعب الحي أو المتنزه المفضل للعائلة، فيتشوق الطفل لمعاينة هذه الأماكن واختبار ذات المشاعر التي يستمع إليها. رابعا: إن من أهم الطرق في تعليم الطفل هي التعلم عن طريق اللعب، فقد انتشرت في الأسواق والمكتبات العديد من الألعاب (card games) التي بها حكم وأمثال شعبية تحاكي ثقافتنا، وأنصح باقتناء واحدة من هذه الألعاب لقضاء ساعة ممتعة ومثرية للمعلومات واللغة العربية مع الأسرة، وفي حال كان الطفل لا يتحدث العربية بطلاقة أو يجد صعوبة بها فالأجدر بالآباء أن يقوموا بترجمة الكلام بالعربية والإنجليزية لا بلغة واحدة، لكي لا يشعر الطفل بأن هذا الوقت ليس إلا فخا تعليميا أشبه ما يكون بحل الواجبات. أخيرا: أنصح جميع المبتعثين بأن ينخرطوا في الأنشطة المقدمة من نوادي الطلبة السعوديين، وأن يشركوا أطفالهم معهم كذلك، فلكل جامعة نادٍ بمجرد دخوله يشعر الشخص بأنه انتقل بلمح البصر إلى وطنه.

مشاركة :