تطهير الجامعات من فكر التطرف - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 8/19/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أيام قليلة وتنطلق قوافل التعليم العام والعالي.. ومعها تبتدئ اهم رحلة في حياة ابنائنا صغارا وكبارا رحلة بناء الفكر وصناعة التوجهات وتكوين الشخصيات وزراعة الانتماء للوطن اولا وليس للأمة قبل الوطن. من خلال ما تقوم به المؤسسات التعليمية تستطيع ان تتوقع وتستقرئ مستقبل الامم.. علواً وتقدما او تأخرا وتخلفا. ولان تعليمنا يمثل شريكا محوريا ونوعيا في بناء افكار شبابنا فاننا نتوقع من مديري الجامعات مع بداية العام الجامعي القادم بعد ايام حراكا قويا وفاعلا في تطهير جامعاتنا من اصحاب الفكر المتشدد والمتطرف.. والامر ليس بالعسير في مجمله فاصحاب الفكر المتطرف والآراء الشاذة معروفون لنا جميعا عبر محاضراتهم وندواتهم وانشطتهم العامة ولا ننسى العامل الاهم في تعريتهم فكريا حيث كشفت شبكات التواصل الاجتماعي عن كثير منهم خاصة اصحاب الاصابع الاربع.. وان اخفوها بعد القرار الملكي الشهير بتحريم الانتماء لحزب الاخوان.. فاختفاء الاصابع الاربع من حساباتهم وصورهم الالكترونية لم يصاحبه تغيير في فكرهم وهنا الاهم ومربط الفرس. حيث بقيت افكارهم متطرفة وجامحة للعنف والفتنة والتكفير واتهام من يختلف معهم بالكفر والفسق والتصهين وخلاف ذلك من مفردات تؤكد حالة التطرف الفكري ومشاركتهم في بناء منظومة العمل المتطرف وزرع الفتنة وتعزيز ثقافة العنف عند الشباب ودفعهم نحو مواقع الحروب تحت مظلة الجهاد. حيث تم اختطاف شبابنا من مقاعد الدراسة والبناء والعلاج الى حيث تفخيخ الاجساد وقطع الرؤوس باسم الاسلام والاسلام منها براء. المتوقع من مديري الجامعات ورؤساء الاقسام ان يكون لهم دور فاعل وجريء وحازم في إبعاد اصحاب الفكر عن شبابنا بشكل نهائي سواء من القاعات الدراسية او من مواقع الانشطة الحرة من محاضرات وندوات ولعل ذلك اي الانشطة العامة يشمل اي نشاط شبابي وثقافي بالعموم وليس الجامعات فقط.. اخراجهم من جامعاتنا بات ضرورة خاصة وان بعضهم للاسف متجذر في الجامعات سواء بصفته الاكاديمية التعليمية او الادارية كرئيس قسم او عميد.. بل ان منهم من يدير كراسي ابحاث..؟ ما يعني معه تمدد تأثيره وقوة سلطانه.. وبالتالي لابد من مواجهة الامر بقوة وصرامة بعيدا عن النعومة والتردد وسياسة القفاز لا تناسب المرحلة.. وهذا ينسحب ايضا على التعليم العام وخاصة في منافذ صناعة القرار وتاليف المناهج حيث سهولة بث السموم في وجدان ابنائنا والتأثير في المعلمين والمعلمات ومن ثم نقل التأثير للطلبة والطالبات.. ومن هنا تأتي صناعة بيئة الارهاب ويصبح اقتناص ابنائنا اسهل من توظيفهم في منظومة نطاقات..؟ ما نريده من الجامعات ليس سهلا ولكنه ليس صعبا الى حد الاستحالة المطلوب ممارسة ادارية عالية الوطنيه وقرار يحفظ حق الوطن وحق الاسر في ابنائها فمن حق كل ام وكل اب ان يضمنوا حماية ابنائهم من الفكر المتطرف فكر التكفير والفتن.. من حق كل ام وكل اب ان يضمنوا عوده ابنائهم وبناتهم بنفس النقاء والوعي.. الذي خرجوا به من منازلهم.. لا نريد استاذا او استاذة ينثر سمومه في عقول ابنائنا واصحاب القرار صامتون او متغاضون لاي سبب بل لابد ان يتحمل الجميع مسؤوليتهم الوطنية في تنظيف جامعاتنا من اصحاب الفكر وعلى وزارة التعليم العالي دعم تلك العملية بقوة ومحاسبة المسؤولين المقصرين في اي جامعة لا تحمي ابناءنا وبناتنا من اصحاب الفكر المتطرف والمتشدد اصحاب نظرية الأمة قبل الوطن. نريد جامعات وأساتذة يخرّجون مواطنين صالحين، مواطنين جذورهم في تراب وطنهم، وعقولهم تدرك واجباتهم وحقوقهم في وطنهم ولوطنهم.

مشاركة :