التطوع في الجامعات - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 10/12/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اشتراط جامعاتنا عدد معين من الساعات التطوعية على خريجيها للحصول على وثيقة من أهم القرارات التي تستحق ان نقف لها احتراماً وتقديراً.. فتلك الساعات متى احكم بناء برنامجها واعطي اهمية في تنفيذه ولم تدخله حالة من الرخاوة او المجاملة سيكون بإذن الله شريكاً رئيساً في بناء قيم وفكر وجزء من مهارات هؤلاء الشباب وسيعمل على تكريس الانتماء الوطني والإنساني للوطن والمجتمع.. ومن شأنه ان يخلق حالة من التفاعل الإيجابي بين هؤلاء الشباب وبين كثير من القطاعات التي ربما لا يعرفون عنها شيئاً.. ممارسة هؤلاء الشباب للعمل التطوعي من شأنه ان يعيد صياغة علاقتهم بوطنهم وتلك نقطة جداً مهمة خاصة في ظل ضعف دور الجامعات مجتمعياً كما سبق وذكرت في مقال سابق.. تطوع الشباب له مكاسب عديدة لهم ولمجتمعهم فالعمل التطوعي عادة يكسب الشباب الثقة في النفس وتعزز قدرتهم على تقديم الرأي وتدفعهم لحماية مكتسبات وطنهم لأنهم شاركوا فيها في غير مجال.. ناهيك عن استشعارهم بإنسانيتهم وهم يشاركون موظفين محترفين يعملون لخدمة بشر تعيش الكثير من حالات الضعف والانكسار وربما الجموح غير المتزن.. والسلوك المضطرب.. لنا ان نتخيل ان تطوع هؤلاء الشباب في مجالات اجتماعية وصحية مختلفة من شأنه ان يعيد تصحيح أي اعوجاج في شخصياتهم.. نعم فتطوع شاب لساعات معينة في قسم العظام في المستشفيات سيكون خير موجه له للتخلص من عادة السرعة في القيادة او التفحيط وربما قطع الإشارة.. العمل مع مسن او معاق سيعيد ترتيب افكار هذا الشاب مع خالقه ثم مع نفسه.. ومن الطبيعي ان تلك البرامج ستكون دافعاً قوياً لإعطاء هؤلاء الشباب القدرة على التعبير عن آرائهم والمشاركة في تطوير المؤسسات التي سيتطوعون فيها.. سنجد شباباً اكثر ثقة في أنفسهم وفي امكانياتهم سنجد شباباً اكثر حباً لوطنهم ومؤسساتهم سنجد شباباً اكثر احتراما لإنسانيتهم الآخرين.. سنجد شباباً اقل تعصباً وتطرفاً.. سنجد شباباً يملكون قيماً مختلفة عن سابقيهم تجاه العمل.. وتجاه العمل الجماعي وثقافة فرق العمل واحترام قيمة الوقت.. وتقدير الحق الفردي دون إلغاء للمصلحة العامة.. المهم في البرنامج ان تحرص جامعاتنا على نجاحه في تحقيق اهدافه وليس مجرد تنفيذه.. من هنا اتمنى على جامعاتنا عموماً تنويع المجالات للمتطوع الواحد وفق تقسيم مبرمج لساعات التطوع ولعل تنقل الطلبة بين جامعات المملكة ايضاً يكون ضمن مرتكزات البرنامج بحيث جزء من ساعات تطوع طلبة جامعات جدة في الرياض او جازان او شقراء والعكس.. ايضاً الاهتمام بالتقييم المستمر للتطبيق خاصة في بداياته لتصحيح السلبيات فثقافة التطوع مازالت دون المستوى خاصة لدى المؤسسات وان كانت ولله الحمد في رقي وتحسن عند شبابنا ولكن نريد ان نرى برامج تطوع عالية المستوى محددة الأهداف متسقة مع السياسة العامة للبلاد وليست برامج طارئة او ذات رؤية فردية.. نجاح البرنامج وتحقيقه أهدافه يعتمد بعد الله على جدية الجامعات وتخطيط آليات تنفيذه وقناعة تلك المؤسسات بالبرنامج مما يعني معه ضرورة بناء شراكات معها والتوسع المستمر.. ايضاً الاهتمام بالتقييم والتقويم المستمر والشفاف بين الطرفين دون بحث عن التخلص من مسؤولية الخطأ من أي طرف.. بل العمل على الإصلاح من منطلق البحث عن المصلحة العامة والارتقاء بهؤلاء الشباب بما يليق بهم وبما يليق بوطنهم.. من خلال مقاييس علمية ومؤشرات اداء مقننة لقياس البرنامج.. وتحقيق ذلك ليس صعباً على جامعات مكتنزة باساتذة مميزين وطموحين للمشاركة في نجاح البرنامج وهنا اطرح سؤالاً ختامياً ولكنه مهم من وجهة نظري هل سيكون للأساتذة دور في البرنامج كممارسين للعمل التطوعي..

مشاركة :