استضافت رابطة الأدباء الكويتيين مؤخراً رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي في الرياض الدكتور عبدالله الحيدري للحديث عن «المؤسسات الثقافية السعودية: الأندية الأدبية نموذجا» وأدار الأمسية خلف الخطيمي، وحضرها أمين عام الرابطة طلال الرميضي وجمع من الأدباء والمثقفين. في البداية قدم خلف الخطيمي مقتطفات من سيرة المحاضر الذاتية وقال: إن المملكة العربية السعودية لديها أكثر من 16ناديا أدبيا تتوزع في مناطق المملكة المختلفة، وتتميز الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية بعمقها التاريخي والأدبي والتراثي. بدوره طرح الدكتور الحيدري ورقته البحثية وقال إنه سيتحدث عن مرحلة ما قبل إنشاء الأندية الأدبية، فتلك الأندية أنشئت عام 1975م، حيث عقد قبل الإنشاء بعام مؤتمر في مكة المكرمة تجمع فيه الأدباء السعوديون من جميع مناطق المملكة في سياق "مؤتمر الأدباء السعوديين الأول". وتابع الحيدري: خلال اجتماع الأدباء كان سقف الطموح عاليا وقدموا 30 توصية من بينها ضرورة إنشاء أماكن تجمع للأدباء يلتقون فيها، هذه الرغبة الطموحة أثمرت عن طلب نخبة من الأدباء التقوا بالأمير فيصل بن فهد- رحمه الله- وقدموا طلبا بإحياء سوق عكاظ متسائلين لماذا لا يعود السوق؟ لكن الطلب قابلته بعض المحاذير ولم يوافق عليه، لافتا إلى أنه بعد الرفض تقدم الأديبان محمد حسن عوّاد وعزيز ضياء بفكرة إنشاء أندية أدبية في المملكة العربية السعودية وقدما طلبا بذلك للأمير فيصل ولقي موافقة فورية على أن يتقدم بطلب التأسيس للنادي الأدبي اثنان من كل منطقة، وكان هذا في عام 1975م، فيما طلب الأمير فيصل من الأدباء في المناطق الأخرى تقديم طلبات مشابهة، فتقدم أدباء من مكة المكرمة، وجازان، والرياض، والمدينة المنورة، والطائف فأنشئت ستة أندية في عام واحد وهو عام 1975م، لذلك تحتفل هذه الأندية الستة هذا العام والعام القادم بمرور أربعين سنة على إنشائها. وبيَّن الدكتور الحيدري أنه توالى إنشاء النوادي الأدبية وعددها 16 ناديا أدبيا، وكانت تتبع الرئاسة العامة لرعاية الشباب لمدة 28 سنة، وأبرز ملامح مرحلة الرئاسة العامة أنها أصدرت لائحة تنظّم عمل الأندية، وعيّنت عدداً من ألمع الأدباء السعوديين في مجالس إدارتها. وأضاف بأن الشباب دخلوا في اللجان المساندة في الأندية وليس في مجالس الإدارة، وكانوا في الصف الثاني أو الثالث فيما بعد في قيادة هذه الأندية، وشكلت هذه المرحلة الطويلة حراكا مهما جدا في المملكة العربية السعودية، واوضح بأن الأندية بما امتلكت من ميزانيات كانت جيدة جدا في بداية عملها، لكن للأسف بقيت الميزانيات وتقدر بمليون ريال سعودي كما هي من عام 1975، وهذا المبلغ ضخ حركة مهمة في مجال إصدار المجلات المتخصصة وغير المتخصصة والكتب، وإقامة الفعاليات والنشاطات التي تخص الشباب. وأردف بأنه صدر مرسوم ملكي عام2003م بإنشاء وزارة الثقافة والإعلام التي غيرت جميع المجالس التي كانت تدير الأندية وأدخلت دماء جديدة، حيث بدأ التخطيط لمرحلة أخرى، وهي الانتخابات وشكلت الوزارة لجانا وراجعت اللائحة القديمة لتصدر بعدها لائحة جديدة، وفي عام 2011 نظمت انتخابات الأندية الأدبية الـ16 على شكل مراحل حتى اكتملت الانتخابات خلال ستة أشهر، ودخل شباب جدد ودخلت المرأة لأول مرة في تاريخ الأندية الأدبية في مجالس الإدارة. وعن العوائق التي تعترض الأندية الأدبية في السعودية قال الدكتور الحيدري: في مقدمتها الميزانية التي تعد العائق الأكبر، والمشكلة الثانية المقر، فثمة أندية ومنها نادي الرياض الأدبي ما زالت تعاني من عدم وجود مقر مملوك لها، والإشكالية الثالثة- وأتوقع الكثير يعاني منها- وهي عزوف الأدباء والمثقفين عن التفاعل مع برامج الأندية الأدبية، فالحضور محدود مما يؤدي إلى إصابة العاملين في مجالس الأندية بالإحباط.واختتم الحيدري محاضرته بوقفة عند تجربة نادي الرياض الأدبي، وأوضح أنه تعاقب على مجلس الإدارة جمع كبير من الأدباء والمثقفين، وهناك مجموعة من الأعمال حققت إنجازا أدبيا على مستوى المملكة ومنها «ملتقى النقد الأدبي» الذي يعقد كل سنتين بانتظام منذ 2006 وإلى اليوم، وأيضا هناك في النادي جائزة سنوية بعنوان «جائزة كتاب العام» بدأت منذ عام 2008م بالشراكة مع بنك الرياض، ومن التجارب الناجحة معرض الكتاب الخيري منذ عام 2008، ويعتمد على مد جسور النادي كمؤسسة ثقافية مع الجهات الخيرية ويتم اختيار جمعية في كل عام.
مشاركة :