بعد أيام تدخل الأزمة التي تسببت بها سياسات تنظيم الحمدين في قطر شهرها الرابع، وسط تساؤل الكثير حول مصير هذه الأزمة ومستقبل العلاقة مع قطر، ولا سيما من جانب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات –السعودية –البحرين –مصر). ويرى محللون تحدّثوا لـ«البيان» 4 سيناريوهات لمآل الأزمة تتلخص أولاً في حوار يقوم على استجابة الدوحة للمطالب، وثانياً إمكانية وقوع انقلاب داخلي على الأسرة الحاكمة، وثالثاً مواجهة غضب شعبي وتظاهرات شارع، ورابعاً إمكانية التدخل الأميركي والدولي لإجبار قطر على الرضوخ للمطالب من أجل تصحيح مسار خاطئ في المنطقة رسمته قطر بالتعاون مع قوى خارجية لها طموحات وأهداف معادية، بينما يثبت تنظيم الحمدين يوماً بعد يوم أنه نظام غير قابل للتعايش معه، ما دام يرتمي في الحضن الإيراني ويستقوي بأطراف خارجية، ويتدخّل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وفي ظل كونه منبع التطرف والإرهاب والتخريب والفتن في كثير من دول المنطقة. قطر اليوم، تحت حكم تنظيم الحمدين، باتت مكشوفة للجميع، على أنها من الدول المارقة. وتشير المعطيات إلى أن سمعة تنظيم الحمدين باتت في الحضيض في الأوساط الإقليمية والدولية، الأمر الذي يمنح الدول الأربع طاقة المضي في ردع هذا التنظيم. ومثلما أنه من الصعب أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، فإن من الأصعب إعادة التعامل مع هذا النظام الشرير طالما بقي على هيئته القائمة حالياً. وما لم تتقدم الدوحة بخطوات عملية تثبت التوبة السياسية عما اقترفه نظامها بحق دول المنطقة وبحق الشعب القطري نفسه، فإن قطر ستواصل النزيف في كل المجالات، مهما طالت مكابرة تنظيم الحمدين وتظاهر بعدم الاكتراث. ما يقرب من 4 أشهر مرت على المقاطعة العربية لنظام تميم لتمسكه بمواقفه الداعمة للإرهاب، ومحاولاته المتكررة للتدخل في الشؤون الداخلية وإثارة القلاقل، تكبدت خلالها الدوحة خسائر فادحة تمثلت في انهيار القطاع السياحي وتوالي الخسائر في قطاع البورصة، فضلاً عن تراجع قيمة العملة القطرية إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات طويلة، ما أشعل بدوره حالة من الغضب الشعبي في قطر، في ظل استمرار دعم الدوحة الإيديولوجي والمالي للجماعات الإرهابية.
مشاركة :