مشروع الملك عبدالله لتطوير القضاء سيتقدم رغم صرخات شرذمة الناهبين الظالمين، وتقدم المشروع وترسيخه هو أحد الآمال الكبار لبلادنا كلها، وندرك العقبات التي تعترضه والتحديات التي تواجهه. طبيعي أن نسمع بوضوح صراخ المتضررين من الإصلاحات القضائية، التي ترافق وتهيئ لتنفيذ مشروع الملك عبدالله لإصلاح القضاء وتحديثه، وطبيعي أن نسمع بوضوح صليل الهجوم على وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء، محمد العيسى. لا يصرخ إلا أولئك القلة الذين استمرؤوا بحبوحة الظلام، وعاثوا في الحقوق عبثا، إما بالفعل أو بالتواطؤ. من أجمل لحظات العدل ولحظاتنا كمواطنين، حين نقرأ عن إنقاذ أرض شاسعة من بين شبكة أنياب تواطأت عليها بليل، وأصدرت بها صكوكا خيالية بعشرات المليارات. ومن أجمل لحظات العدل ولحظاتنا كمواطنين، حين نسمع عن إجراء عدلي برفع حصانة عن صاحبها للتحقيق معه في تهمة تتعلق بظلم البلاد والعباد. لحسن الحظ فإن الوزير العيسى، جاء بروح شابة خالية من المركبات التي تجعله مترددا أو خائفا من الضغوط التي قد يمارسها عليه هوامير العتمات. ومثل سُنة الوزراء الفاعلين في كل حين، فالهجوم المستمر على وزير العدل هو ضريبة متزايدة، يدفعها الوزير مقابل أدائه واجبه، ولا بد أنه كان يتوقعها، ومهما تعاظم الهجوم فهو في لحظاته الأخيرة وسيخمد نهائيا، ولن يتوقف مشروع الملك إطلاقا، ليس لأنه مشروع الملك ووراءه وزير مجتهد فحسب؛ بل لأنه مشروع وطني استراتيجي يلتف حوله المواطنون؛ ليعبروا به إلى مرحلة حقوقية محترمة، أكثر انضباطا وأكثر عدلا. الصراخ العالي واضح، ولو أن أصحابه لا يتجاوزون العشرات، مثلهم مثل العشرات غيرهم ممن يصرخون على وزير العمل أو وزير التعليم، وتقريبا كلهم مجموعة واحدة تتنقل من بوابة وزارة إلى بوابة وزارة أخرى. الشيء الذي لا يعلمونه، أو يعلمونه ويتجاهلونه، هو أننا، نحن ملايين المواطنين الصامتين، ندعم المشروع ومؤمنون به، ونحتاجه كحق أصيل من حقوقنا، ولن نسمح لهم بالتشويش على مسيرته ونجاحه، وعليهم أن يعرفوا ذلك. أما وزير العدل فنشد على يديه ونقول له: شكرا.
مشاركة :