صب الكاتب والصحفي الشهير توماس فريدمان جام غضبه على القيادة الأمريكية مستهجناً تناقضاتها وتخبطاتها، وواصفاً تسييسها للأحداث بالتخبط الكبير، وصولاً إلى وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجاهل ما يهم حقاً المصالح الأمريكية والانشغال بجوانب أخرى. وانتقد فريدمان المفارقة مقارناً بين ما يقوم به الرئيس ترامب وإدارته في حال حدوث عمل إرهابي يقوم به أمريكي حيث يتسم الأمر بالتبرير والتمويه على عكس موقفهم نفس الحدث من مسلم حيث سيقوم الرئيس والحكومة بجدولة جلسات اجتماع وربط الحدث بأحداث 11 سبتمبر، وساخرا من الرئيس الأمريكي أنه سيسارع عندها إلى توتير ليقول -بحسب تعبير فريدمان- "قلت لكم ذلك"!! وقارن فريدمان بين موقف الحكومة من حادثة لاس فيغاس قائلاً: ماذا لو كان (ستيفن بادون) مسلماً وصاح بكلمة "الله أكبر" قبل أن يطلق بالنار على الجميع في لاس فيغاس. ماذا لو كان عضواً في داعش أو وُجد بحوزته مصحفا. مضيفا: "فلو حدث ذلك لكنا رأينا تسييساً لهذه الحادثة والحديث عن طرق الوقاية منها. نعلم ما سيحدث حينها، سنقوم بجدولة جلسات استماع في الكونغرس حول أسوأ الحوادث الإرهابية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومن ثم سيقوم (دونالد ترامب) بالتغريد كل ساعة ليقول "قلت لكم ذلك"، كما كان يفعل بعد كل عمل إرهابي يقع في أوروبا. وسيكون هنالك دعوات لتشكيل لجنة لإنشاء قوانين جديدة لضمان عدم تكرار ما حصل. ومن ثم سنقوم بالضغط على دولة صاحب الهجوم". واستعرض فريدمان تناقضات الرئيس والحكومة والحزب الجمهوري في تسييس الأحداث ساخرا من تصريحات لها أنها ستقوم بلقب العالم على ملاحقي داعش وستدعو الجنود للتضحية من أجل القبض على المقاتلين. ومتسائلاً :" كم عدد الضحايا الأمريكيين الذين لقوا حتفهم على يد التنظيم في الشرق الأوسط؟ هل هم 15 أم 20؟ لا يتوقف رئيسنا عن إخبارنا بأنه عندما يتم الحديث عن داعش، فإن الهزيمة ليست حلاً، ولا الرحمة كذلك، حتى أن وزير دفاعه يملك لقب "الكلب المجنون". مضيفا: ولكن عند مقاومة الاتحاد القومي للأسلحة والتي تُعد أكثر الجماعات التي تدافع عن حمل السلاح، فإن الانتصار والاعتدال ليسا خيارين مطروحين، وأن الرئيس والحزب الجمهوري جبناء. فهم لن يقوموا بالتضحية لدعم تشريعات من شأنها أن يتخلى الفرد الأمريكي عن ترسانة أسلحته كما هو الحال مع (بادوك). في سبيل القضاء على داعش، فإن الرئيس والحزب الجمهوري متفقون تماماً. ولكن الأمر مختلف عندما يصل يتعلق بالطلب من الاتحاد القومي للأسلحة فرض قوانين للحد من العنف المسلح." كما أشار إلى موقف الرئيس الأمريكي من اتفاقية المناخ والانسحاب منها بالنظر لنتائج الأعاصير التي ضرب أمريكا متهما القرار بالخذلان"" قائلا: "وفي أعقاب الأعاصير التي هبت على الولايات المُتحدة وسببت بخسائر تفوق 200 مليار دولار، ذكر رئيس وكالة حماية البيئة (سكوت برويت) أن الوقت ليس مناسباً للحديث بشأن أسباب تلك الأعاصير، ما يعني أنهم لن يأخذوا مسألة تغير المناخ على محمل الجد. إنه لمن الجنون أن نأخذ خطر داعش على محمل الجد في الخارج ونهمل ما يحدث لدينا من تهديدات حقيقية. وختم "فريدمان" بدعوة الشعب الأمريكي للوقوف في وجه المشرعين الذين وصفهم بالجبناء قائلاً: " ما الذي بإمكاننا فعله؟.. نسيان اقناع هؤلاء المُشرعين، فهم ليسوا مرتبكين، بل تم اسكاتهم بالمال أو تهديدهم، بسبب أنه لا يوجد صانع قرار صادق ويرى ما يحدث في لاس فيغاس وبورتوريكو ويقول "أفضل ما يمكننا فعله لأطفالنا هو عدم القيام بشيء.. هناك طريقة واحدة لإصلاح الوضع، إن كنت سئمت مما يحدث مثلي، فقم بالتصويت أو التبرع لشخص ليحل مكان هؤلاء المُشرعين الجبناء. وأقرب فرصة للقيام بذلك هي في انتخابات منتصف 2018م؟.
مشاركة :