الشارقة:«الخليج» كشفت الحلقة الثانية عشرة من برنامج «الإرهاب.. حقائق وشواهد»، التي بثتها قناة الشارقة الفضائية التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، مساء أمس الأول (الخميس)، عن الأساليب الملتوية للنظام القطري في تمويل الإرهاب، وعقد الصفقات المشبوهة للالتفاف على القوانين والأعراف الدولية، مستخدماً بذلك وسائل شتى ظهر منها مؤخراً نهج الفدية، الذي استخدمته الدوحة لدعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة العربية، بما يدمر الأوطان ويجرّها نحو الخراب. واستعرضت الحلقة التي قدمها الإعلامي إبراهيم المدفع، تقريراً تناول النهج الذي استخدمه نظام الدوحة في دعم الجماعات الإرهابية في البلاد العربية، راصداً عمليات التمويل المشبوهة للجماعات والتنظيمات التخريبية، التي كان آخرها دفع فدية بمليار دولار أمريكي لإطلاق سراح 26 قطرياً، من بينهم أفرادٌ من العائلة الحاكمة كانوا قد اختطفوا جنوبي العراق، أثناء رحلة صيد، فضلاً عن دفع أموالٍ طائلة للإفراج عن رهائن محتجزين لدى تنظيم جبهة النصرة في سوريا، وتنظيم القاعدة، والحوثيين في اليمن وغيرها. واستهّل ضيف الاستوديو الكاتب والباحث السياسي عبدالله العتيبي، حديثه بالإشارة إلى تعريف الفدية قائلاً: «الفدية مبلغ مالي معيّن يدفع لفك الأسرى والمختطفين وإطلاق سراحهم، وهو عمل نبيل من الناحية الإنسانية لكنه سياسياً خطر للغاية؛ كونه يشجّع مرتكبي الجرائم للاستفادة من أفعالهم، وفي الحالة القطرية نحن أمام قصة مغايرة؛ إذ إننا نشهد حالة دعم جليّة للإرهاب تمر بطرق وأساليب عديدة وكثيرة، واستخدمها نظام الدوحة كستار للتغطية على صفقات التمويل المشبوهة». وأكد العتيبي أن نهج الفدية يمنح قطر غطاء قانونياً دولياً، خاصة من الدول المتورطة في مسألة الاختطاف، وهذا أمر يسمح بتمرير التمويل بشكل التفافي على الأعراف والمواثيق الدولية».من جانبه أشار المحلل السياسي صالح جريبيع الزهراني، عبر الأقمار الاصطناعية من السعودية، إلى أن دفع فدية تسهم في إنقاذ الإنسان من الموت غاية نبيلة، لكن دفع أموال لتنظيمات مشبوهة بغية إنقاذ حياة ما، مخالف لمقصده؛ كونه يمنح تلك التنظيمات حرية التمادي، وتهديد حياة وأرواح أشخاص آخرين، وهذا ما تدينه القوانين والأعراف الدولية.وتابع: «هو مشهد تمثيلي، وأعتقد أنهم عبارة عن خلية تنسيق استخباراتي ذهبت إلى غرفة عمليات مشتركة مع إيران، من أجل إدارة الفوضى الخلاقة التي أصبحت قطر مجرد بنك لتمويلها، لتمضي في تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد؛ لذا ربما يكون الموضوع من أساسه مصطنعاً لتموّل قطر هذه الجماعات في الحالتي». بدوره قال الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أحمد كامل البحيري، من القاهرة: «قطر تدعم الجماعات الإرهابية والتكفيرية لتكون تابعة لها، وكي يكون لديها قرار ومقعد للحوار أمام الدول الكبرى في المواعيد السياسية، لهذا هي تلجأ للدعم المالي سيما بعد الانقلاب الشهير في منتصف تسعينات القرن الماضي، لتقول للمجتمع الدولي والإقليمي نحن دولة كبرى، ومما لا شك فيه أن الدوحة استغلّت الإعلام لتتعامل مع التنظيمات المسلحة، سواء في أفغانستان أو الشرق الأوسط، ودائماً تلجأ إلى التلويح بالمال لبعض الدول، لتكون لها الكلمة الكبرى في الملفات الإقليمية».وتابع البحيري: «التقيت في الجزائر مع الدبلوماسيين المختطفين الذين قدموا من مالي، حيث أثبت لي أحدهم أن عبد الرحمن ولد عمر، قائد التنظيم أكد له بشكل مباشر أن التنظيم حصل على 40 مليون دولار أمريكي من قطر للإفراج عنه، في الوقت الذي رفضت الجزائر العرض القطري، وما حدث مع السويسرية التي دفعت الدوحة فدية لها 15 مليون دولار أمريكي لليمن، جاء كحجة في توقيت كانت الحرب خلاله محتدمة على تنظيم القاعدة، ما حدا بها لأن تلجأ إلى حجة الاختطاف، الذي جاء بأمر مباشر من المخابرات القطرية لهذه الفتاة لإدخال الأموال للتنظيم، وما جرى من اختطاف المواطنين الإسبان الثلاثة في مدينة حلب السورية مشابه، حيث دفعت قطر 3.5 مليون دولار أمريكي، على الرغم من الرفض الإسباني». وأضاف: «ما يجري هو عمل مخابراتي بشكل واسع وكبير، وقطر ليست سوى أداة في يد استخبارات أكبر منها، لها مشاريع تحركها كالدمية، ما يفسر التناقضات الكثيرة في السياسة القطرية، وأعتقد أن هناك كثيراً من العلاقات الطيبة بين قطر والتنظيمات الإرهابية، خاصة في ليبيا، لا سيما أن الدوحة صنعتها ومولتها، لذلك لا يوجد خوف من ارتدادها على الداخل القطري». ولفت البحيري إلى أن قطر تمتلك المال الآن، لكن بعد 10 سنوات ربما لن يكون بمقدورها تغطية التكاليف المالية لتلك الجماعات، ما يدفع بالتنظيمات إلى إحداث المشكلات معها، مؤكداً وجود رؤية واضحة في الإقليم نرى انعكاساتها ونجاحاتها، وما يؤكده عقد المصالحة الفلسطينية مؤخراً. وأشار في الختام إلى أن قطر بدأت تفقد احتياطاتها النقدية، وهذا يؤثر بشكل كبير على الدعم الذي تقدمه للإرهاب.
مشاركة :