أربعة شعراء شباب... أنشدوا للحياة شعراً - ثقافة

  • 10/12/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أحيا أربعة شعراء شباب أمسية شعرية اتسمت بتنوع قصائدها بين الفصحى والعامية، وذلك في سياق الأنشطة الثقافية التي يقوم بها ملتقى المبدعين الجدد في رابطة الأدباء الكويتيين. وهدرت القصائد التي ألقاها الشعراء على منصة مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في الرابطة، بالمعاني الشعرية التي اختلفت في أساليبها وأمزجتها ورؤاها ومواضيعها، بين الغزل والوطن والمجتمع، مما أعطى للأمسية ألقها الجذاب. وأدارت الأمسية الأديبة عبير شويكة، وشارك فيها الشعراء عبد الله العنزي وجعفر حجاوي وسعد الردعان ومطلق الجبعاء، وحضرها نخبة من محبي الشعر وكان معظمهم من الشباب. وتبادل الشعراء قراءة وإنشاد قصائدهم... كي يلقي العنزي قصائده الفصحى التي اتسمت بالمفردات الشعرية المنتقاة من الواقع والخيال معا في أنساق حسية مفعمة بالحيوية ليقول: الحزنُ يعرفني، وأعرفُ أنني جمَّلتُهُ شعرًا لأخفيَ أقبحَه هذي شظايا الذكرياتِ عبرتُها، للسائلين لِمَ الحروفُ مُجَرَّحَة خالفتُ نهجَ السائرين فربما يحتاجُ منعرجُ الطريقِ لأجنحة وامتازت قصائد العنزي بتوهجها الشعري، الذي احتوى على الكثير من الصور البلاغية المتقنة، تلك التي حرص فيها الشاعر على تناول رؤى فنية عديدة ليقول: ‏‏هذي خُطى الغيب نمشيها مكابرةً ‏على الجراح وهذا الكون ينفينا ‏كأننا في احتمال الآه من حجرٍ ‏فأبلغوا الأرض أنَّـا لم نعدْ طينا من لعنةِ الوجعِ المحبوسِ في دمِنا قد خاننا الشعرُ! أم خُـنَّـا قوافينا؟ كانت لنا الأرضُ أوطانًا مباركةً ونحن بالنارِ عمَّرنا منافينا وجاء دور الجبعان، كي يلقي قصائده باللهجة المحكية «العامية»، متناولا الكثير من الأغراض الشعرية، والتي تحاور فيها مع الواقع بكثير من التنوع والتميز، وبأسلوب شعري يحمل في مفرداته الإحساس بالكلمة ليقول: كتبت شعري على صدري ولان القفص ‏وتساقطت من رصاص الحرف عصفورتين ‏كانوا بقلبي بأمان وخايفين القنص ‏وطاحوا وهزيت راسي بالأسف: زين زين ‏مدري شسوي وأنا لا زاد عمري نِقص ‏وأخاف لا أزيد الين اللي ما بعده الين ‏واحد قضى عمره الواقف بشارع فرص ‏لاني مع العايشين ولا مع الميتين فيما بدت رؤية الشاعر في معانيها منجذبة إلى فضاءات إنسانية عديدة، تلك التي حرص الشاعر على طرحها في مفردات حيوية... قادرة على رصد الفكرة ليقول: يا صاحبي يا حبيبي يا رفيق العزم والياس ياما سترت الحزن وياك بثياب السوالف وريتك شلون أنا صبري نخل خابرك حسّاس أبيك لا شد قيضك تذكر أني ظل وارف تتعب من الوقت وتشيل الحمل وتجرّك الناس هذول ما يعرفون أني معاك وأنت عارف أخاف أبقى مثل شجرة وحيدة تنتظر فاس يمرني الطير فتره يستريح وما يوالف كان السفر دار وأحزاني شنط تذكار لا باس أنا تبنجت بأبرة «ما عليه» و«ما يخالف» وأنشد حجاوي قصائده من منطلق شعري يدخل في نسيجه الإنسان بكل ما يحمله من أفكار وأفراح وآلام، ومن ثم بدت التجربة الشعرية لديه منحازة للواقع رغم انجذابها الواضح للخيال ليقول في قصيدة «خطى على الرمل»: ما زالَ في القلبِ الصغيرِ مساحة لسعادة تمشي على استحياءِ لي خطوة في الضوءِ بسمة طفلة أشفقتُ منها كي أُتِمَّ ضيائي أهديتُ لاسمِكِ قُبلتينِ فقلت لي: هيِّئ خُطاكَ لرحلة الإشقاءِ وعبرت قصيدة «غجرٌ حول ورد الليل» عن روح محلقة في فضاءات شعرية رحبة، تمكن الشاعر فيها التعبير عن فكرته بصور فنية متنوعة ليقول: نَم... قربَ ليلِكَ صمت يابس، جُدُر برد، عنا ق، فرا ق، لحظة، صورُ وخطوة ضلّ عنها القلبُ فانجرحت وإخوة لم يداووا الجرح فانكسروا هُزِمتُ.. حين حسبِتُ الموتَ أغنية من بندقيةِ قناص ستنتصرُ واستلهم الردعان قصائده العامية «اللهجة المحكية»، من مضامين اتسمت بالدهشة، وترتيب المعاني، نلك التي حازت على استحسان الحضور، إلى جانب تناوله للمفردات العامة تناولا ذكية، فيه الكثير من التضاد والتقابل والوصف ليقول في قصيدة «قلبي الفخّار»: غفى النسيان جفنه واشتعل فيني السهر تذكار وقامت توضح لعيني صور واحداث منسيّة هذاك اوّل دفاتر سيرتي فكتابة الاشعار قريت وما لقيت إلا وهم واحلام ورديّة وهذيك اوّل قصيدة محزنة سمّيتها مشوار من احزاني تعب ظهر الطريق يشيل رجليّة وهذاك الموعد الاوّل وفي يدّي بوكيه ازهار ذبل وردي وانا لا زلت اقول ابنطر شويّة وتضمنت قصائد الردعان إبحارا شعريا في تأملات إنسانية يدخل في مدلولاتها الغزل تارة والصور المشبهة تارة أخرى مما انعكس إيجابا على الفكرة المطروحة على المتلقي في القصيدة ليقول: لك في ضميري منزل الأكرام اللي لهم عزّة... وجاهيّة دايم يجي طاريك قبل انام وافزّ... فزّة لا شعوريّة أشتاق والمشتاق ما ينلام لا طاحت دموعه علانيّة ملامحي صارت تعب وآلام ظروفنا حيل اثّرت فيّه كلّي معي منّه بقايا حطام وامّنتك بربّي فـ باقيّه وفي ختام الأمسية كرّم مشرف منتدى المبدعين الجدد فهد القعود الشعراء المشاركين في الأمسية بشهادات تقدير ودروع تذكارية. وأقيم على هامش الأمسية الشعرية حفل توقيع ديوان «والذي قلبي بيده» للشاعر عبد الله العنزي، وديوان «الغجرية تبحث عن أرضها» للشاعر جعفر حجاوي.

مشاركة :