هناك الكثير مما يجب عمله لمنع إسرائيل من الإجهاز على تبقى من قوة الدول التي كانت تخشاها، ومنع ايران من الاستمرار في مد نفوذها إلى الداخل العربي، وذلك باحتواء العرب المتعاطفين مع ايران واقناعهم بعلمنة دساتيرهم من خلال التعليم ونشر الوعي بالدولة المدنية الحديثة، وقبولهم في تحالف استراتيجي يجعلهم يقتنعون بضرورة الانصراف عن مسألة الأديان والطوائف إلى وحدة التاريخ والجغرافيا، وربما يكون التغيير الثقافي من أصعب الأمور على الإطلاق لأن الموروث الثقافي والاجتماعي يجري في العقل جريان الدم في العروق، ولكنه السبيل الوحيد للقضاء على هذا التشرذم والاقتتال والتخلف. إن ما ذهب إليه السيدان عطوان والعلاونة استنتاجات قائمة على مقدمات ليست ذات دلالة هامة، وهي محدودة التأثير والمشكلة أعقد بكثير مما يتصورون، ولقد جرب العرب قتال إسرائيل وايران ولم يستفيدوا بل زادت الأمور تعقيدا، وهم اليوم في موقف دفاعي وليس هجومي، وعليهم تحصين جبهاتهم وتوحيد كلمتهم وإلا فإنهم سيظلون في حالة دفاع إلى ما لا نهاية. سهى الجندي
مشاركة :