أدان مجلس هيئة حقوق الإنسان في مستهل جلسته الافتتاحية أمس الأول برئاسة نائب رئيس الهيئة الدكتور زيد بن عبدالمحسن آل حسين، الإرهاب والممارسات الإجرامية التي تشهدها مناطق الصراعات في العالم خاصة تلك التي تُمارس تحت لواء التعصب الديني والطائفي. وقال إن هذه الممارسات تأتي بعد أن قطعت المبادرات العالمية البناءة شوطًا كبيرًا نحو السلام ونشر التسامح ونبذ الكراهية والعنصرية وفي مقدمتها مبادرتا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للسلام، والحوار بين أتباع الديانات والثقافات. وأكد المجلس أنه انطلاقًا من مسؤوليته المتمثلة في حماية حقوق الإنسان وتعزيزها وفقًا لمعايير حقوق الإنسان الدولية ونشر الوعي بها في ضوء الشريعة الإسلامية، فإن هذه الممارسات تتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي نادت بحماية حقوق الإنسان وحرمت انتهاكها، وتعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، يستدعي تضافر المجتمع الدولي بأكمله وفاءً بمسؤولياته الإنسانية للقضاء عليها. وأشار إلى أن القيم الفكرية الكبرى التي تحكم ضمير العالم اليوم هي قيم حقوق الإنسان، وأن أي اختلال في منظومة تلك القيم يؤدي إلى الصراعات والحروب المدمرة التي ذاقت البشرية ويلاتها على مر التاريخ، وأن الأفكار هي التي تقود الأفعال، وأن الإرهاب فكرٌ منحرف قبل أن يكون ممارسة إجرامية، وهذا يتطلب من العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين بذل جميع السبل لمواجهته بالفكر وتبيان الحق لكل ناءٍ عنه، والتحذير من التيارات والأفكار المنحرفة، وتعزيز الوسطية الحقة، واستثمار التقنيات العصرية في نشر الوعي بذلك، وأن على وسائل الإعلام دور مضاعف في التحذير منه وبيان خطره. كما أكد المجلس على ما تضمنه « إعلان الرياض 2005م» من استنتاجات وتوصيات، منها أن الإرهاب يمثل تهديدًا مستمرًا للسلام والأمن والاستقرار، ولا يوجد مبرر أو مسوغ لأفعال الإرهابيين، فالإرهاب مدان دائمًا مهما كانت الظروف أو الدوافع المزعومة، كما أكد المضامين التي تضمنتها كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في أغسطس 2014م، التي استقصت أسباب تنامي هذه الظاهرة المؤرقة، ووضعت سبلًا فاعلة لمكافحة الإرهاب من خلال تحديدها للمسؤوليات والأولويات، وأن الممارسات التي يقوم بها الإرهابيون باسم الإسلام من شأنها تشويه صورة الإسلام بنقائه وصفائه وإنسانيته. وأعرب المجلس عن بالغ أسفه وقلقه تجاه عدم تفاعل المجتمع الدولي مع «المركز الدولي لمكافحة الإرهاب» الذي أُنشئ بالتعاون بين المملكة العربية السعودية والأمم المتحدة بموجب قرار الجمعية العامة رقم 66/10 في 18 نوفمبر 2011م. وكذلك استمرار الانتهاكات الجسيمة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني الشقيق، واستمرار خرق قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، في ظل صمت غير مبرر من قبل المجتمع الدولي بمنظماته ومؤسساته كافة، ويعيد مجلس هيئة حقوق الإنسان التأكيد على أن ذلك سيؤدي إلى خروج جيل لا يؤمن بغير العنف، رافضًا السلام، يؤمن بصراع الحضارات لا بحوارها كما تضمنه توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. ونظرًا لأهمية الموضوع فإن مجلس هيئة حقوق الإنسان خصص جلسة مقبلة لبحث الموضوع، وتقديم ما يراه بشأنه.
مشاركة :