دخل أبرز حزبين كرديين في حرب مفتوحة، إثر تقدّم القوات العراقية في مواجهة مقاتلي "البشمركة" في كركوك، إذ اتهم مسؤولون في الاتحاد الوطني الكردستاني، رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بـ «سرقة» النفط من أجل تعزيز نفوذه، ما يعيد إلى واجهة الأحداث العداء التاريخي بين الحزب الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني الذي أسسه الرئيس الراحل جلال طالباني. وترى النائب من الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي ألا طالباني، أنّ الاستفتاء «فرض بالقوة» من قبل رئيس رفض الاستماع إلى حلفائه الذين اقترحوا إرجاءه إلى حين إجراء مفاوضات مع بغداد بإشراف الأمم المتحدة، وإلى اقتراحات الوساطة التي عرضها الرئيس العراقي الكردي فؤاد معصوم. ويقول لاهور شيخ جنكي، المسؤول العام للجهاز الكردي لمكافحة الإرهاب في منطقة السليمانية، معقل الاتحاد الوطني الكردستاني: «فيما كنا نقوم بحماية الشعب الكردي، كان مسعود بارزاني يسرق النفط ويعزز نفوذه»، مضيفاً: «اعتباراً من الآن، لن نضحّي بأبنائنا من أجل عرش مسعود بارزاني». بدوره، يشير مسؤول كبير في الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك إلى أنّ بعض قادة الحزب تعاونوا في إعادة انتشار القوات الحكومية في كركوك، مضيفاً: «سهلوا دخول القوات بدون مواجهات». وأضاف: «لقد أعلن العبادي عشية الاستفتاء أنّه سيصدر الأمر بالدخول إلى كركوك وسيقيل مجلس المحافظة وسيطبق القانون، لكن القادة الأكراد تجاهلوا هذه الدعوات». ولفت المسؤول إلى أنّ الحزب الديموقراطي الكردستاني ووزارة البشمركة لم يكونا يهتمان بشؤون البشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني في جنوب كركوك، كما لم يقدما لهم الأسلحة اللازمة. اتهامات وفيما نددت قيادة البشمركة في أربيل ببعض مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني، متهمة إياهم بأنهم خانوا وساعدوا في المؤامرة على الأكراد، ردّت آلاء طالباني بالقول: «إعلام مسعود بارزاني يتهمنا بالخيانة، لكن لا أحد يعلم أين هي أموال آبار النفط وإنتاجها في وقت يسيطر فيه حزب بارزاني عليها منذ يونيو 2014». ويشعر قادة الاتحاد الوطني الكردستاني أنّ بارزاني كان يتخذ القرارات بمفرده، لاسّيما بسبب مرض خصمه جلال طالباني الذي توفي مطلع أكتوبر الجاري. وفي ظل رفض بارزاني إعادة النظر في الاستفتاء وتسليم بغداد البنى التحتية والقواعد العسكرية التي سيطر عليها البيشمركة، أجرى الاتحاد الوطني الكردستاني مفاوضات سريّة مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وتسيطر قوات البشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني على جنوب محافظة كركوك، في حين أنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني يسيطر على شمال وشرق هذه المحافظة التي تتبع بغداد، لكن يطالب الأكراد بضمّها إلى إقليمهم.
مشاركة :