ذكر موقع «بيزنس إنسايدر» الأميركي أن القوات المدعومة من الولايات المتحدة قامت يوم الثلاثاء الماضي بطرد ما تبقى من تنظيم الدولة من الرقة -العاصمة الفعلية للتنظيم منذ أن تم الاستيلاء عليها لأول مرة منذ أربع سنوات- معتبراً أن استعادة الرقة وغالبية الأراضي في سوريا يعد انتصاراً كبيراً للتحالف المناهض لتنظيم الدولة، لكنه ليس نهاية التنظيم.نقل موقع «بيزنس إنسايدر»، في تحليل عن حسن حسن -صحافي قام بتغطية أخبار التنظيم منذ ظهوره- قوله، إن خسارة تنظيم الدولة للرقة تمثل تحولاً له من «شبه دولة» إلى تمرد. وأضاف حسن: إن تنظيم الدولة حين كان في ذروة قوته، وكان يسيطر على كل من الموصل في العراق والرقة في سوريا، شكل تهديداً أقوى وأكثر مصداقية للولايات المتحدة والدول الغربية. ولفت إلى أن ما يقوم به التنظيم الآن يشبه حرب العصابات، حيث يعتمد على تكتيكات مثل نيران القناصة، والكمائن المتنقلة وغيرها. حرب العصابات وتابع القول: «إن تبني التنظيم لتكتيكات حرب العصابات ازداد مع تقلص أراضيه، ومع فقدان الرقة وكثير من أراضي دير الزور، أصبحت الجماعة في المقام الأول عصابة تتخذ من المناطق الريفية والصحراوية مقراً لها». وأشار الموقع الأميركي إلى أن تنظيم الدولة تم إبعاده عن المدن الكبرى في سوريا والعراق، والآن لا يسيطر إلا على خليط من القرى والمناطق الصحراوية النائية على الحدود بين البلدين، لافتاً إلى أنه عقب فقدانه أراضيه، واجه التنظيم صعوبة في تجنيد مقاتلين وضمهم لصفوفه. ونقل الموقع عن حسن قوله: «إن تنظيم الدولة لا يمثل نفس التهديد الذي كان يمثله منذ ثلاث سنوات، لا يمكنه الآن تهديد أماكن مثل بغداد وأربيل والدول المجاورة كما فعل من قبل». ويستدرك الموقع بالقول: لكن المعركة لم تنتهِ بعد، لقد دمرت الرقة إلى حد كبير بسبب القتال المتواصل، وسيواصل تنظيم الدولة هجمات «الذئب المنفرد» في المناطق الواقعة خارج سيطرته الإقليمية، استناداً إلى مواد دعائية يوزعها على الإنترنت. وأشار إلى أن تراجع تنظيم الدولة إلى استراتيجية حرب العصابات هو جزء من خطة طويلة الأمد من قادته، الذين استعدوا لخسارة الأراضي لصالح القوات السورية والكردية المدعومة من الولايات المتحدة في وقت مبكر من العام الماضي. إعادة بناء شبكاته ونقل الموقع عن هارون زيلين -من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى- قوله: «تنظيم الدولة لم ينتهِ، التنظيم لديه خطة، وهي انتظار أعدائه محلياً من أجل كسب الوقت لإعادة بناء شبكاته، وفي الوقت نفسه إلهام أتباعه في الخارج لمواصلة محاربة أعدائهم». ونقل عن حسن مجدداً قوله: إن القوات التي تدعمها الولايات المتحدة يمكن أن تولد مزيداً من الصراع بتجاهلها لـ «السياق المحلي» -بما في ذلك التحالف مع مجموعات من السكان المحليين المشتبه بهم- في المناطق التي يقاتلون فيها. وأضاف: «الفكرة هي أن النصر ضد المتطرفين لا يمكن أن يتحقق من خلال إسقاط القنابل، عندما دخلت الولايات المتحدة سوريا في عام 2014، تجاهلت السياق الأوسع والبيئة التي ظهر منها تنظيم الدولة». وتابع القول: «هذا النوع من قصر النظر» هو الذي عادة ما يجبر القوات الأميركية على العودة إلى المنطقة «لمواجهة تهديد لم ينتصروا عليه تماماً في الماضي». وأشار إلى أن أبومحمد العدناني، الناطق باسم تنظيم الدولة الذي قتل في غارة بدون طيار في عام 2016، شجع مقاتلي التنظيم على مواصلة القتال في خطاب في العام الماضي، وقال العدناني: «الهزيمة الحقيقية هي فقدان الإرادة والرغبة في القتال، نحن سنُهزَم وأنتم ستنتصرون فقط إذا استطعتم محو القرآن من قلوب المسلمين».;
مشاركة :