هذا هو سر موافقة واشنطن على المصالحة بين «فتح» و«حماس»

  • 10/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القدس ـــ احمد عبدالفتاح | يسود لدى قيادات فلسطينية من مختلف التيارات وألوان الطيف السياسي، بما في ذلك حركتا «فتح» و«حماس»، اعتقاد واسع أن إلقاء مصر بثقلها لإنجاز اتفاق المصالحة الأخير في القاهرة قبل أسبوعين، ما كان له أن يرى النور لو لم تحصل القاهرة على ضوء أخضر من واشنطن، وأخذ ضمانات كافية من الأخيرة بلجم الاعتراضات الإسرائيلية، بعدم تخريب مساعيها لطي صفحة الانقسام الفلسطيني، الذي استغرق أكثر من عقد من الزمن. وقال مسؤول فلسطيني كبير لـ القبس: على الرغم من الحفاوة التي استقبل بها الرأي العام والفصائل إنجاز اتفاق المصالحة، فإن هذه الحفاوة محفوفة بشتى مشاعر الريبة والقلق من الخطوة التالية، فرفع «الفيتو» الأميركي عن المصالحة، ولجم الإدارة الأميركية للاعتراضات والشروط الإسرائيلية عليها، يؤشران إلى أنها تأتي في سياق سياسي من النوع، الذي يوصف بأنه «سر شائع» يجب التحسب له، عنوانه «السلام الإقليمي»، وإقامة دولة فلسطينية «ذات حدود مؤقتة» مركزها قطاع غزة، مما يعني العمل على إعادة «توطين» السلطة ومؤسساتها فيه، مقابل بقاء الضفة الغربية تحت نظام «حكم ذاتي محدود» للسكان وليس للأرض، وربما ربط ما يفيض منها عن الحاجات الاستيطانية، وبالتحديد المناطق المصنفة بحسب اتفاق «اوسلو» «أ»، حيث الكثافة السكانية الفلسطينية بالأردن عبر صيغ من قبيل «كونفدرالية» أو «فدرالية»، أو مشروع المملكة المتحدة، الذي سبق أن طرح مطلع سبعينات القرن الماضي. وأضاف المصدر «أن أكثر ما يخيف، وأسوأ ما يمكن أن يحصل للفلسطينيين، هو: إقامة دولة غزة من دون الضفة والقدس، وإبقاء جميع ملفات الوضع النهائي بلا حل، وإحالتها إلى مفاوضات «بين دولتين» تتنازعان على مصير الضفة الغربية شبيه بالنزاع الهندي ــ الباكستاني على كشمير الممتد منذ استقلالهما، وانفصالهما قبل أكثر من سبعين عاماً». ولفت المسؤول إلى مفارقات الحالة الفلسطينية، قائلاً: «بالأمس كانت الخشية من أن يؤدي الانقسام إلى انفصال دائم بين شطري الأراضي الفلسطينية، وإقامة دولة غزة، واليوم وبعد أن لاحت في الأفق إمكانية طي هذه الصفحة السوداء، صارت الخشية من أن تكون هذه الوحدة طريقاً ثانياً يفضي إلى ذات المصير والنتيجة!! فتح الباب إلى غزة ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الصادرة أمس عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله: «لقد ساعدتنا مصر بفتح الباب إلى غزة، وهو الباب الذي كان مغلقا لسنوات، ولم يكن موجودا أصلا قبل أسابيع، ونرى بذلك فرصة نادرة، إذ إن وضع الإسرائيليين والفلسطينيين سيكون أفضل بكثير إذا تمكنا من الحصول على شيء من هذه الخطوة». وأضاف المسؤول «أن الولايات المتحدة تعتقد أن الوساطة المصرية بين الفصائل خلقت فرصة إيجابية ونادرة، على الرغم من موقف الإدارة الأميركية بأنه يجب نزع سلاح «حماس»، لكننا لا نتوقع أن يتحقق هذا المطلب صباح غد». وكشفت الصحيفة عن أن كبير مستشاري الرئيس ترامب، غاريد كوشنر، أجرى خلال الأيام القليلة الماضية اتصالات مع المصريين والإسرائيليين والفلسطينيين، وعدد من المسؤولين الإقليميين حول اتفاق المصالحة الفلسطينية. وحسب المسؤول في البيت الأبيض، فإن الهدف الرئيسي لإدارة ترامب هو السماح للسلطة الفلسطينية بالسيطرة على غزة، وقد تكون المصالحة مع «حماس» إحدى الطرق للقيام بذلك. مضيفاً: «نريد أن نرى إذا كانت هنا فرصة حقيقة أم لا». وأكد أنه لا يوجد أي سبب لرمي هذه الفرصة في سلة المهملات، من دون فحصها والتحقق منها، نحن لسنا ساذجين، ولكن لماذا لا نحاول معرفة ما إذا كانت هناك فرصة. وأضاف المسؤول: سبب دعم البيت الأبيض لمصر، وإتاحة الفرصة لجهود المصالحة يعود إلى رغبة الرئيس ترامب في تعزيز والدفع بمبادرة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في الأشهر المقبلة.

مشاركة :