شدد سياسيون ودبلوماسيون وكتاب عرب، على أن التصريحات التي أصدرها رئيس الوزراء وزير خارجية قطر السابق، حمد بن جاسم الأربعاء الماضي، تؤكد أنه دجال تفضحه عيناه ويتسم بذاكرة مثقوبة لا تستوعب حقائق الأحداث، مستنكرين ادعاءاته بدعم بلاده دول الخليج بما في ذلك البحرين، من أجل الاستقرار الإقليمي.وقال المستشار في الديوان الملكي السعودي ومدير مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، سعود القحطاني، تعليقاً على حوار حمد بن جاسم مع التلفزيون القطري، إن الأخير «كان مرتبكاً إلى أقصى حد، وفشل وبوضوح في تبرير فضيحة المكالمة المسربة» مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والتي دار فيها الحديث عن التآمر على السعودية. وتابع سعود: «تمنيت لو أنه كذّب التسجيل، لكنه لم يستطع».قال القحطاني: «بالتأكيد، فإن تبريرات ابن جاسم كلها كذب في كذب، وتنظيم الحمدين جاء ذليلاً مدحوراً إلى المملكة معترفاً بخطئه، يطلب العفو والسماح من الكبار»، مشيراً إلى أن «لغة ابن جاسم المرتبكة، والكلمات المتكررة، لإرضاء الكبار فات أوانها، ولم يفدهم طلب الوساطة من الشرق والغرب، فلم يجدوا إلا التوسل الذليل».من جانبه، قال السفير محمد العشماوي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن تصريحات حمد بن جاسم دليل على استمرار النظام القطري في ترديد الأكاذيب والادعاءات والتظاهر بما ليس فيه، منوهاً بما اتضح مؤخراً على يد رجال الأمن البحريني من تسريبات تؤكد تورط النظام القطري مع المارقين والخارجين على الدولة لمصلحة نظام الملالي في طهران.وطالب العشماوي رجال النظام القطري الحاليين والسابقين بالتوقف عن ترديد الأكاذيب، مشيراً إلى أن الدوحة لن تحصد من ورائها إلا مزيداً من العزلة عن أشقائها، ولن تحل الأزمة بترديد هذه العبارات، لكن بالمواقف الواضحة والثبات والشفافية وهو الأمر الذي أكده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مؤخراً.وقال السفير جمال بيومي، الخبير في الشأن الإقليمي، إن رئيس الوزراء القطري تناسى العديد من الحقائق التي أثبتتها الوثائق والأدلة والبراهين حول الأسباب الحقيقية للمقاطعة التي قررتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب: الإمارات والسعودية والبحرين ومصر. وأضاف أن قوائم الإرهاب التي أصدرتها الجهات الأمنية لهذه الدول أهم وأبرز الأدلة التي تقطع بدعم الدوحة للإرهاب، وكذلك وجود العديد من القيادات الإرهابية والمطلوبين أمنياً في دولهم داخل الأراضي القطرية. ورفض وصف رئيس الوزراء القطري السابق، المقاطعة العربية بالحصار، لأنه شتان بين المفهومين، على أرض الواقع وفي الممارسة الفعلية، موضحاً أن قطر لها علاقات مع جميع الدول باستثناء الرباعي فأين الحصار؟.وقال أحمد الفضالي، عضو الدبلوماسية الشعبية المصرية، إن ابن جاسم يعاني من ذاكرة مثقوبة ولا يدرك حقائق الأمور، مشيراً إلى أن النظام القطري متورط في دعم الإرهاب بتأكيد من الولايات المتحدة نفسها. ودعا النظام إلى العودة إلى جادة الصواب والتجاوب مع المطالب العربية.وعدّ الكاتب البحريني محميد المحميد، ابن جاسم «مجرم حرب»، ويؤكد المحميد أنه لا يزال ممسكاً بصناعة القرار وصناعة الإرهاب ودعمه ضد الدول الخليجية والعربية، وتسبّبه في مقتل رجال الأمن والأبرياء، وارتفاع عدد الضحايا والمتضررين، لافتاً إلى أن كل الجرائم التي ارتكبها في حق المنطقة العربية والخليجية لا تسقط بالتقادم ، مشيراً إلى ضرورة ملاحقته قانونياً، كونه نبتة شيطانية، مسكونة بروح الانتقام لعقد نقص في داخله ولضعف انتمائه لأهله وقوميته العربية.ويرى الكاتب خيرالله خيرالله، أن ابن جاسم لم يدرك حتى الآن أن قواعد اللعبة تغيرت، ولذا حاول أن يستخف بعمق العلاقة القائمة بين السعودية والإمارات، واعتقد أن في استطاعة قطر اللعب على أي اختلافات يمكن أن تحصل بين الجانبين، مشيراً إلى أنه تم وضعه على الرف. ووصف طارق الخولي، أمين سر لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان المصري، حمد بن جاسم ، بأنه «أحد مهندسي الدمار» في المنطقة العربية، وأن يديه ملطختان بدماء الأبرياء، نتيجة دعم الدوحة للإرهاب، وإشعال الحروب الأهلية في المنطقة. وعَلَّقَ الخولي لموقع «اليوم السابع»، على تصريحات بن جاسم، بشأن أزمة الدوحة مع الرباعي العربي، قائلاً إنها تكشف مدى الكذب الذي وصل إليه كبار قادة تنظيم الحمدين.وأضاف «الخولي»: «قطر تتبع مخططاً إجرامياً في المنطقة، بدعمها للتنظيمات المتطرفة، وتصريحات بن جاسم هراء ومراوغة»وكان ابن جاسم قد أقر أمام الملايين، بتآمر بلاده على السعودية، واعترف بصحة المكالمة المسربة قبل نحو ثلاث سنوات، والتي دارت بين حمد آل ثاني أمير قطر السابق، والزعيم الليبي السابق معمر القذافي، وتناولت الشأن الداخلي السعودي بشكل غير لائق.وأكد «ابن جاسم» في حواره مع التلفزيون القطري، أن المكالمة صحيحة، وغير مفبركة، كما ادعى قطريون في وقت سابق، وقال إن «الشيخ حمد آل ثاني طلب منه التوجه إلى السعودية، وطلب العفو والسماح من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يرحمه الله .وزعم أن أمير قطر السابق، أمر بإنشاء القناة لتكون صوتاً للمواطن العربي، وأن «تلتزم الحياد قدر الإمكان»، وتكون مسموعة من كل العرب وغير العرب على حد قوله. وأضاف أنه شخصياً ندم على إنشاء القناة بعد سنتين أو ثلاث سنوات، لأنها سببت مشاكل كثيرة لقطر مع دول عربية أخرى كونها التزمت بخط معين، وهو خط «مؤذٍ لقطر في الخارجية والدولية». (وكالات)
مشاركة :