فنان استلهم أبطاله من قلب البيئة الشعبية في مصر بقلم: حاتم الجمسي

  • 10/30/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

فنان استلهم أبطاله من قلب البيئة الشعبية في مصرجورج البهجوري هو واحد من أشهر فناني الكاريكاتير في مصر والعالم العربي، يعود لقبه الفني الذي اشتهر به: البهجوري، إلى قرية صغيرة من قرى صعيد مصر تسمى بهجورة، وهي قرية تعيش على زراعة القصب السكري في محافظة قنا التي تقع جنوب العاصمة بنحو 800 كيلومتر. جمع البهجوري بين ثقافته المصرية المستمدة من صعيد مصر، وبين الثقافة الفرنسية الرفيعة، والتي حمل جنسيتها إلى جانب جنسيته الأصلية المصرية، ويعيش أيامه بين القاهرة وباريس فهو يمضي أشهر الشتاء في القاهرة وينتقل إلى باريس في الصيف.العرب حاتم الجمسي [نُشر في 2017/10/30، العدد: 10797، ص(14)]لا أرسم إلا الوجوه المعبرة بملامح فريدة القاهرة - يصنف جورج البهجوري (85 عاما) على أنه أحد أيقونات الحركة الفنية في مصر والعالم العربي، ويتميز بملامحه التي تشي بفرحة طفولية لا تنطفئ أبدا، ورسوماته الكاريكاتيرية التي توجه سهام النقد إلى كل ما يحيط بالحياة اليومية. تجربة فنية أصدر الفنان مؤخرا كتابا عنونه بـ”أيقونة أم كلثوم”، ويقع في نحو 154 صفحة من القطع الكبير، وضم 130 لوحة رسمها لسيدة الغناء العربي عبر تاريخها ومراحلها الفنية الطويلة والمتنوعة، يقول عنها في مقدمة كتابه “أم كلثوم هي مصر، بعيوبها ومميزاتها”. وصدر له خلال رحلته الإبداعية الطويلة، كتاب “بهجر في المهجر”، ويضم تجربته الحياتية في باريس وأسباب اختياره للحياة في مدينة النور، وأيضاً كتاب “أيقونة الطفولة” و”أيقونة الشباب” و”أيقونة باريس”، وهي رواية من ثلاثة أجزاء، ورواية “أيقونة فلتس”. اكتسب البهجوري شهرته من قدرته الفائقة على التعبير عن تفاصيل الحياة في مصر وفي الأحياء الشعبية، حيث رسم أبطاله من عمق البيئة الشعبية في مصر، إلا أن لوحاته لم تخلُ أيضا من أبرز سمات مدارس الفن العالمية، وذلك من خلال الآلاف من اللوحات التي رسمها في رحلته التي لم تتوقف عند بلد بذاته أو ثقافة بعينها. وتزيد المعارض التي أقامها البهجوري على مئة معرض، سواء المعارض الفردية أو الجماعية، ومن هذه المعارض معرضه بقاعة الفنون الجميلة بالقاهرة سنة 1973، ومعرضاه بقاعة المشربية بالقاهرة في عامي 1988، 1996، ومعرض في قاعة خان المغربي سنة 1996، ومعرض بقاعة بيكاسو في عام 2000، وفي نفس القاعة أقام معرضه الشهير الذي أطلق عليه اسم “قهوة بهجوري” سنة 2005، وغيرها من المعارض العالمية. وخارج مصر شارك البهجوري في عدد من المعارض الدولية، منها معرض الفن العربي المعاصر بتونس في سنة 1984، ومعرض بينالي فنيسيا بإيطاليا سنة 1966، ومعرض الفن المعاصر بالسودان سنة 1977، بالإضافة إلى مشاركته في عدة معارض بالأردن والمغرب وفنلندا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، كما حصل الفنان على العديد من الجوائز مثل الجائزة العالمية في الكاريكاتير بروما في عامي 1985، 1987.الفنان أسس نوعا من التقنية الفنية عرفت باسم مدرسة "الخط الواحد"، حيث يرسم لوحاته في خط واحد دون رفع القلم وتنوعت أعمال الفنان ما بين اللوحات الزيتية والأعمال النحتية وفنون الكولاج، وقد شكلت القاهرة محورها وموضوعا فنيا أثيرا لديه، فرسم مجموعة كبيرة من اللوحات بأساليب وطرق مختلفة تتناول الحياة في القاهرة، شوارعها، مقاهيها، حاراتها، أزقتها القديمة والناس البسطاء، راصدا كل ذلك بعين الفنان اللاقطة، فهو يتميز بأسلوبه الخاص في الرسم، وتأسيسه لنوع من التقنية الفنية عُرفت باسم مدرسة «الخط الواحد»، إذ يمسك بالقلم ليرسم، ولا يرفعه عن الورقة إلا مع نهاية الرسم. تأثير المرأة يعرف عن جورج البهجوري تأثره الشديد بعدد من النساء اللائي مررن في حياته، وفي هذا الصدد فقد أكد الفنان أنه من الضروري لكل فنان أن يسجل الوجوه الجميلة التي تتميز بملامح فريدة تجذب الأنظار إليها، وأن يحيط نفسه بالجمال الحقيقي، في إشارة إلى الاهتمام الذي يظهره من خلال رسوماته بالأنثى بصفة عامة، حيث أكد البهجوري في أكثر من مناسبة على أن حياته الفنية تأثرت بشخصيات نسائية، أبرزهن السيدة فاطمة اليوسف مؤسسة مجلة روز اليوسف. وحول الاختلاف بين المرأة العربية والغربية، يؤكد البهجوري أن هذا الاختلاف يتمثل في مساحة الحرية التي تتمتع بها المرأة في الغرب مقارنة بالمرأة العربية، كما أن المرأة العربية بعد الزواج لا تهتم كثيراً بزوجها بل ولا حتى بنفسها، فتجدها تفقد رشاقتها وجمالها، وهذا ما يسبب لها العديد من المشكلات، وربما يجعل الرجل يبحث خارج بيته عن الجمال، أما المرأة الغربية فتظل محتفظة بجمالها حتى بعد سن الستين. لكن البهجوري يؤكد في نفس الوقت أن هناك جانباً مهماً جداً تتميز به المرأة العربية وهو مساحة العاطفة والحنان فهي أقوى لديها، وكذلك الصدق والوفاء والصفاء، وهناك أيضاً المطبخ! ففي الأعم والأغلب لا توجد امرأة غربية تعتني بأمور الطبخ، فالمرأة هناك إما أنها تصطحب أسرتها إلى المطعم، وإما أن الرجل هو الذي يطبخ، وليس غريباً أن ترى رجل البيت وهو يفتح لك الباب أو يقدم لك الأكل مرتدياً مريلة المطبخ، مشيرا إلى أن هذا الوضع -وإن كان لا يقيم علاقات أسرية حميمة بين أفراد الأسرة الواحدة- إلا أنه في المقابل يقيم علاقات اجتماعية ناجحة بين الأسر حيث يلتقون في أحد المطاعم، وغالبا ما تقام علاقات كذلك بين تلك الأسر والعاملين في تلك المطاعم نظرا إلى كثرة تردد الأسر عليها.

مشاركة :