ما هو المطلوب من الوزارة الجديدة ؟

  • 11/1/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

إلى أن تنتهي المشاورات البروتوكولية و تكليف رئيس الوزراء الجديد بتشكيل فريق وزارته ، قد يستغرق هذا مدة قد تقترب الشهر ، و هو ما يعني أن هناك فترة زمنية كافية للرئيس المكلف لكي يبحث على العناصر الوزارية الجيدة التي تستحق أن تحتل الكرسي الوزاري بجدارة و اقتدار ...لقد اعتادت التشكيلات الوزارية منذ سبعينات القرن الماضي أن تتشكل على نمط كلاسيكي لا يتغير ، باستثناءات بسيطة كتوزير المرأة أو تغييرات في أدوار وزراء الأسرة ، و أما غير ذلك فلا هناك ملحوظاً ...في تقديري هذه التشكيلات الوزارية النمطية ، و التي كانت تشكل على اعتبارات الترضية و المحاصصة ، كانت إحدى أسباب تعثر العمل الوزاري ، و بطء عجلة التنمية أو تفويت فرص تنفيذ المشاريع في تواريخها ، و تالياً ضياع الفرص و ضياع الأموال و تعالي الشكاوى ...نقول دائماً الكويت ولادة ، و الكويت تحركها روح الشباب ، و الكويت غنية برجالها و مالها ، فثروة العلم و ثروة الرجال و ثروة المال الثلاثية التي إذا وظفت بشكل جيد و ذكي كانت كافية لكي تنقل أي بلد من درك الفشل إلى ذرى النجاح ، لذلك نتساءل دائماً ماذا ينقصنا كي نأخذ مكاننا في الصفوف الأمامية ؟!كثيراً ما نسمع أن تعثر الحكومة ، و بطء أعمالها يعود إلى تدخلات مجلس الأمة ، و إلى التهديدات التي ما أنزل الله من سلطان للوزراء مرة بالاستجوابات و مرة باتهامات باطلة ، و للرد على هذه الاتهامات نقول قال الأولون " لا تبوق و لا تخاف " فشنو يخلي الوزير أو الحكومة تخاف إذا كانت واثقة من أعمالها و تقف على أرضية صلبة ، نعم هناك عبث برلماني ، و هناك توظيف غير معقول في استغلال السلطة الدستورية ، لكن هل المطلوب أن يغلق النائب فاه و عينه ، و يقول للحكومة " صفى لك الجو فبيضي و أصفري ، و نقري ما شاء لك أن تنقري " إذن ما دور السلطة الرقابية إذا لم تفعل أدواتها ، من هنا ينبغي القول الضعف في الحكومات ، ضعف في التشكيلات الخاطئة ، وزير يقف على منصة الاستجواب أطرم ، و وزير يجهل أعمال وزارته ، كأنه ضيف زائر ، نريد وزيراً يتحمل كل الأوزار و المثالب التي إن وجدت في وزارته ، فلماذا قبل المنصب الوزاري إذا لم يكن على قدر من المسؤولية و أمانة العمل ...برامج التنمية و المشاريع النهضوية ، لا ينبغي ربطها بالوزير ، إنما أن تكون برامج و مشاريع دولة ، بمعنى إذا استمر الوزير أو رحل لا تتأثر المشاريع و البرامج برحيل الحكومة أو رحيل الوزير ...من هنا نعود ، و نقول مجلس الأمة ليس بعبعاً ، و من حق الحكومة أن تلجم أوسع فم و أضخم حنجرة ، إذا الوزير واثق من نفسه و من عمله و يقف على أرضية صلبة ...إن نجاح الوزير من نجاح تشكيل الوزارة و نجاح تشكيلها هو الدرس الأول للدولة الناجحة ، ماذا يخيف الوزير إذا طبق القانون و رفض الواسطات غير القانونية و غير المبررة و التي تحمل الدولة أموالاً إضافية ، اللعبة السياسية لا يجب أن تدور على ملعب شيلني و أشيلك ، هذا الوزير الذي يمرر خدمات غير قانونية ، مقابل رضا النواب وزير فاشل و ضعيف و جبان و لا يستحق الكرسي الذي يجلس عليه ، لكن ماذا نقول إذا وزر حتى يسهل الخدمات لقبيلته أو لطائفته أو جماعته ...!!!إن الوزارة القادمة التي نأمل أن تكون غير شكل ، نريد وزراء لا قبليين ، لا طائفيين ، وزراء يرفضون الواسطات أو تمرير معاملات غير قانونية على حساب معاملة قانونية لمواطن حفظ ماء وجهه و رفض الواسطة ، أو معاملة تكبد ميزانية الدولة أموالاً إضافية ، أو تمرير مناقصة غير قانونية أو أو أو ، وزراء إذا جلسوا على المقعد ملؤوا المكان ، و وزراء لا يخافون إذا فقدوا الكرسي ، و في المحصلة مطلوب تشكيل وزاري غير نمطي يخلو من المحاصصة و الترضيات ، وزير فاهم شغله لا أن يكون آلة يديرها مستشار ارزقي نصاب و فاسد ...حسن علي كرم صحفي كويتي

مشاركة :