شرد ذهني وأنا جالس في مدرجات صالة النصر أتابع مباريات فريقي في كرة اليد، وأحدث نفسي، ماذا أريد من كرة اليد بعدما خرجت منها، لا أريد أن تكون هذه هي النهاية ولا زالت لم أكمل 26 عاماً، كيف أكمل المسيرة؟ فقد هبط أدائي مع العميد بسبب ظروف العمل وعدم استطاعتي المواظبة على التدريبات اليومية، ووجدت نفسي جليس دكة البدلاء، وبعدها إلى المدرجات، بعدما قررت هجرة اللعبة بعد 18 عاماً في نادي النصر، حيث ترعرعت من البراعم، وصولاً لفئة الرجال، وحققت مع زملائي عدة بطولات على مستوى الدولة في المراحل السنية. نعم قرار الاعتزال لم أعرف عواقبه، وربما أكون قد اندفعت بسبب ثورة داخلي وصراع مع نفسي، ولأنني لا أريد أن أؤجل أي قرار وجدت نفسي خارج بيتي «العميد».. أبحث عن ذاتي. في المدرجات اتخذت قرار التوجه إلى التحكيم، وأحمل بداخلي تحدياً كبيراً لأن تقييمي لتجربتي كلاعب أضعها في خانة الفشل، طالما أنني لم أكمل مسيرتي فيها، ولكنه كان فشلاً إيجابياً، بعدما تحملت لوم اللائمين على قرار الاعتزال إلا زوجتي التي شجعتني على اتخاذ القرار وكانت تسير معي في كل إمارات الدولة عندما أكلف بتحكيم مباراة، وكان لها دور معنوي كبير في مسيرتي. حملت الصافرة وبداخلي تحدٍ قوي للوصول إلى هدفي وتغيير مسيرتي، واستطعت خلال 4 سنوات نيل الشارة القارية، وبعدها بـ3 سنوات حصلت على الشارة الدولية، ولَم أكن أعلم بأنني سأصبح يوماً، صاحب إنجازات غير مسبوقة لقارة آسيا عامة وللإمارات، وتحول القرار المرتعش بالدخول إلى ساحة التحكيم إلى الفوز بجائزة الشيخ محمد بن راشد للإبداع الرياضي وجائزة الشيخ خليفة بن زايد للتميز الرياضي بعدما أدرت أكبر بطولات العالم 8 مرات، كسرت قاعدة إدارة المباريات النهائية التي كانت محصورة على حكام أوروبا فقط لجميع البطولات العالمية وأصبحت أول حكم غير أوروبي يدير المباريات النهائية، حيث أدرت نهائي كأس العالم بين منتخبي ألمانيا والدنمارك باليونان، وقبلها إدارة نصف نهائي بين منتخبي مقدونيا والنرويج بكوريا الجنوبية.
مشاركة :