اقتحام محمية «صباح الأحمد» يتواصل بلا رادع

  • 11/6/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

محمد إبراهيم وخالد الحطاب | لم يكد يجف الحبر الذي كتبت به «القبس» خبر الانتهاكات والتعديات التي يقوم بها مستهترون بحق محمية صباح الأحمد، حتى أقدم مجهولون على دخولها بعربات الدفع الرباعي امس، وواصلوا لليوم الثالث على التوالي تدمير الأسوار الخارجية المحيطة بها وقتل الأحياء والنباتات البرية. وكان من اللافت تطور الأوضاع العبثية، حيث أقدم المستهترون على إطلاق الرصاص من أسلحة نارية ودهسوا ذئباً، وأتلفوا دوريات أمنية ومركبات المتطوعين. ورصد ناشطون بيئيون التعديات المتوالية التي نتج عنها مقتل ذئب مقيم داخل المحمية، اضافة إلى عدد من الطيور، الى جانب تعريض حياة رجال الأمن والمتطوعين للخطر أثناء عمليات المطاردة لهم. وقال الناشط البيئي م. فنيس العجمي: إن الاعتداء المستمر على المحمية يستلزم وقفة جادة من وزارة الداخلية والهيئة العامة للبيئة كونهما مسؤولتين عن المحميات، مبينا أن المعتدين قاموا أمس بزرع أسياخ حديدية في طريق الدوريات الأمنية، كما اعترضوا مركبات المتطوعين لتعطيلهم عن ملاحقتهم. وبين أن المتطوعين استطاعوا رصد 4 مركبات تقتحم المحمية وتتجول فيها، واستخدم المستهترون الأسلحة النارية وأطلقوا الرصاص، وكان من اللافت قيامهم بنزع اللوحات المعدينة من سياراتهم تفاديا للملاحقات الأمنية. أين البيئة ؟ أمنياً، أبلغ مصدر في وزارة الداخلية القبس أن حماية محمية «صباح الأحمد» مسؤولية الهيئة العامة للبيئة، وهي مقصرة في الاستجابة لمطالبات الجهات الأمنية بالقيام بدورها. وبين المصدر لـ القبس أن وزارة الداخلية طالبت الجهات المعنية، وعلى رأسها هيئة البيئة بإجراء تعديلات على سور المحمية الواقعة في منطقة الصبية منذ 13 أكتوبر من العام الماضي خلال مجموعة من الكتب الرسمية من دون وجود أي تحرك يذكر حتى الآن، لافتا إلى أن الثغرات الموجودة في السور تؤدي إلى كثرة الاعتداءات عليها من قبل هواة الصيد وغيرهم، لاسيما أن هذا الوقت معروف بموسم الصيد والمخيمات، ويتسبب في إرهاق القوة الشرطية العاملة في الموقع. متابعة مستمرة وأكد أن فرق وزارة الداخلية تعمل بشكل يومي على متابعة المحمية من خلال دوريات ثابتة ومتحركة مبينا أن المحمية تغطي مساحة 360 كم2 ومن الصعب تغطية إجمالي المساحة بالقوة الشرطية وحدها، لافتا إلى وجود تقصير من قبل هيئة البيئة وضباطها القضائيين وتفعيل القوانين المرتبطة بذلك. وتابع: أن مسؤولي الداخلية العاملين في نطاق المحمية الواقعة في منطقة الصبية أصدروا تعليمات بتحريك دورية أمن أمام بوابة المحمية الرئيسية من الرابعة حتى الثامنة صباحاً، وبصفة يومية، وتتحرك من مخفر الصبية لتغطية الثغرات الموجودة حاليا بسبب تقصير الجهات المعنية بالمحمية. وأفاد أن الأجهزة الأمنية لا تقصر في متابعة البلاغات وتسجيل القضايا الواردة إليها. شركة أمنية الحل الأنسب أشار ناشطون بيئيون إلى أن المساحة الشاسعة لمحمية صباح الأحمد والتي تبلغ نحو 360 ألف كم2، أي «ما يقارب ثلث مساحة مملكة البحرين» تشكل صعوبة في الحماية والتأمين وتوفير أفراد ودوريات أو مخافر المناطق المجاورة لملاحقة المتعدين على المحمية، لا سيما أن الأسوار المحيطة بها من الجوانب الاربعة تحتوي على ثغرات ونقاط دخول غير البوابة الرئيسية. وأكدوا أن الحل الأنسب للحماية والتأمين يتمثل في التعاقد مع شركة أمن متخصصة لحراسة المحمية. أراضٍ وعرة تحتاج الفرق الأمنية المسؤولة حاليا عن مراقبة وحفظ الأمن في محمية صباح الأحمد الواقعة في منطقة الصبية شمال البلاد إلى سيارات مجهزة للتعامل مع الأراضي الوعرة الصعبة والرمال الناعمة التي تعطل من مسير المركبات الحالية المستخدمة من أفراد وزارة الداخلية التي تتعرض لكثير من الأحيان إلى «التغريز». السجن 3 سنوات لمنتهكي المحميات شدد قانون البيئة الغرامات التي تصل إلى 50 ألف دينار، والسجن 3 سنوات لكل من يتعدى على المحميات الطبيعية ويتعرض لها ويؤدي إلى الإضرار بالكائنات البرية والحياة الفطرية. كما وضع القانون مسؤولية المحميات من اختصاص المجلس الأعلى للبيئة والجهات المسؤولة عنه والتي تعتبر عضوا في المجلس. ووصف ناشطون بيئيون الوضع بأنه مؤسف، مشيرين إلى أن المشكلة ليست في نص القانون بل في تطبيقه وردع المتجاوزين. أعداء الحياة.. من يردعهم؟ من يردع أعداء الطبيعة والحياة الفطرية؟.. سؤال يطرح نفسه بعد تزايد الانتهاكات بحق محمية صباح الأحمد التي تحتوي على أفضل أنواع البيئات البرية، وتعتبر الملاذ الآمن للكثير من الثدييات الكبيرة مثل القط الرملي والثعلب الأحمر الحصني، وتنمو فيها شجيرات تميزها عن المناطق الأخرى، مثل شجيرات القرضي والأرطي والثن وكثير من النباتات الحولية. وتحتوي المحمية كذلك على أهم المنخفضات والأودية في الكويت بعد وادي الباطن، ويقع في غرب المحمية وقريب من منطقة طلحة وعلى أطرافه العديد من الأودية الصغيرة ذات الانحدار الشديد، شبيهة بمنحدرات جال الزور وتتجمع فيه الامطار على شكل بحيرات، وهو منخفض غني بشجيرات القرضي والعوسج والنباتات الحولية ويمكن مشاهدة الكثير من الحيوانات مثل الضربان (الضربون) والثعلب الاحمر (الحصني) والطيور الربيعية والخريفية مثل الهدهد والصرد الرمادي الكبير (الحمامي العربي والبومة). وهناك منطقة أخرى تحتوي على شجرة قديمة جدا عمرها 70 عاما تقريبا تسمى شجرة الطلح ولها أهمية كبيرة جدا يأوى اليها كثير من الطيور، خصوصا في فترتي الربيع والخريف مثل الجوارح الصغيرة والأشول والرماني والقفصي وحمام البر. ويقع اسفل تلال جبال الزور باتجاه البحر منطقة سحالة عبارة عن سهل تكثر فيه السبخات وينمو فيه خليط من الأشجار المعمرة المقاومة للملوحة مثل الغردق والهرم والعجرف والكثير من النباتات الحولية.

مشاركة :