وجّه رئيس المنظمة الوطنية لـ «الزوايا» في الجزائر عبدالقادر باسين، دعوةً مفاجئة إلى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للترشح لولاية رئاسية خامسة. وقال رئيس المنظمة الدينية التي تحظى بنفوذ كبير إن «التفكير في مرشح آخر بوجود بوتفليقة حرام». ودشنت المنظمة الوطنية لـ «الزوايا» الجزائرية، دعوات لترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، لتعد أول منظمة جماهيرية تجاهر بهذا المطلب، في ظل حال ترقب شاملة بين أنصار الرئيس. وقال رئيس المنظمة التي نظمت لأشهر عدة، جولات على مراكزها لوزير الطاقة السابق شكيب خليل بمجرد عودته من منفاه في أميركا، إن «الزوايا ملتزمة أخلاقياً مع الرئيس بوتفليقة منذ مجيئه للحكم، وبالنسبة إليها ما دام الرئيس بصحة جيدة ويقوم بكامل مهماته، فإن التفكير برئيس غيره للبلاد حرام». وأضاف باسين أن الزوايا تدعم ترشح رئيس الجمهورية لولاية جديدة، مؤكداً: «قلنا وكررنا أننا مع الرئيس اليوم وغداً، نحن إلى جانبه منذ عام 1999، والرئيس موجود ويقوم بواجباته في شكل عادي، ونحن في كل مرة نطلب منه الترشح، واليوم أيضاً نطلب منه الترشح لولاية جديدة». يُذكر أنه دائماً ما كان يسبق ترشح بوتفليقة لولاياته الرئاسية الأربع السابقة، إعلان إحدى المنظمات الجماهيرية دعمها المطلق إياه، ليشكل ذلك إشارة واضحة عن نيته بالتقدم للمنصب الأول في البلاد. ومارس هذا الدور في السابق كل من «منظمة المجاهدين» و «أبناء الشهداء» و «اتحاد العمال»، إضافة إلى نواب مستقلين أحياناً، ما يعطي انطباعاً أن الترشح يأتي استجابةً لمطلب جماهيري أكثر من كونه رغبةً شخصية. ورأى رئيس المنظمة الوطنية لـ «الزوايا» أن «الذين يقولون بأن الرئيس مريض ليس لديهم أي شيء آخر يقومون به، فالرجل يقوم بواجباته بشكل عادي ويلتقي المسؤولين، وفي الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، قام رئيس الجمهورية بنشاطات عدة وشاهده الجميع»، مشيراً إلى استحداث «قطب وطني دائم لبرنامج رئيس الجمهورية»، والذي سيتم التحضير له بتوجيه الدعوة إلى شخصيات وطنية و «مجاهدين» وأحزاب سياسية. وتبدي جهات عدة حتى من داخل الموالاة، تحفظاً على استباق موعد الاستحقاق الرئاسي عام 2019، بينما يُعرَف أن باسين قيادي بارز في «جبهة التحرير الوطني» (يملك أكثرية المقاعد في البرلمان)، التي تحتكر ملف الرئاسة في خطابها ضمن حملة الانتخابات البلدية التي ستجرى بعد أسبوعين. ووصف رئيس «الحركة الشعبية» عمارة بن يونس، أحد أهم حلفاء الرئيس، خطاب «جبهة التحرير» حول الرئاسة بـ «المزايدة السياسية». كما انتقده «التجمع الوطني الديموقراطي» الذي يتزعمه رئيس الوزراء أحمد أويحيى، قائلاً إنه «استباق غير مبرر للأحداث». وتُعدّ منظمة الزوايا الجزائرية، تنظيماً دينياً فائق النفوذ، مقرّباً من مؤسسة الرئاسة، وكُلفت في وقت سابق بـ «تسويق» الوزير السابق للطاقة والمناجم شكيب خليل في الحياة السياسية، بمجرد عودته من أميركا ملاحقاً بتسريبات إعلامية عن تورطه وأفراد من عائلته في قضايا فساد.
مشاركة :