مصدر الصورةReutersImage caption أعلن رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، تخليه عن منصب رئاسة الوزراء من العاصمة السعودية الرياض لا تزال ظروف استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وإعلانها من الرياض تثير الذهول والحيرة داخل لبنان وخارجه. فالمسؤول اللبناني لم يعد بعد إلى بلاده ولم يتمكن أي من أعضاء حكومته أو حزبه من الحديث إليه عبر الهاتف. ولم يصدر عن الحريري أي بيان أو يدل بأي تصريح جديد من شأنه أن يضع حدا للتأويلات التي تناسلت عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول حقيقة استقالته ومبرراتها وما إذا كان الرجل حرا ومستقلا في القرار الذي أعلنه. ففي لبنان فندت بعض الأطراف السياسية الرئيسية السبب الذي ورد في نص "خطاب الاستقالة" الذي تلاه الحريري من الرياض، وفيه عزا قراره لوجود خطة اغتياله قائلا: "إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وقد لمست ما يحاك في الخفاء لاستهداف حياتي". حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الذي تصدر ردود الفعل قال إنه لا يوجد سبب داخلي يدفع الحريري لتقديم استقالته. مديرية قوى الأمن الداخلي في لبنان أعلنت في بيان لها أنها لا تتوفر على أي معطيات ترتبط باحتمال تعرض الحريري لمحاولة اغتيال. وأكدت أنها ليست مصدر أنباء متداولة بشأن إحباط محاولة من هذا القبيل. وإذا كان إعلان الحريري استقالته من رئاسة الحكومة، والمبررات التي ساقها قد أثار الحيرة فإن عدم عودته إلى بيروت حتى اليوم أصاب اللبنانيين بالذهول مما يجري ويتساءلون: هل الرجل حر الإرادة؟ هل وضع تحت الإقامة الجبرية كما يردد البعض؟ وهل ثمة رابط بين إعلان استقالته من الرياض وحملة الاعتقالات التي طالت عشرات الأمراء ورجال الأعمال والوزراء السابقين السعوديين؟ أمام تناسل هذه التساؤلات بث التلفزيون السعودي يوم الاثنين السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني صورا أظهرت استقبال الحريري "المستقيل" من قبل الملك سلمان. وفي اليوم التالي أوردت القنوات التلفزيونية السعودية أن المسؤول اللبناني طار إلى أبو ظبي لساعات حيث اجتمع بولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد. وفي خضم هذا الكم من الأفعال وردود الأفعال تواترت أنباء عن أن الرجل يستعد للقيام بجولة في عواصم عربية لشرح ملابسات استقالته. هذا في الوقت الذي يتطلع فيه الناخب اللبناني وحكومته إلى تفسير مقنع من رئيس حكومته. وفي اليوم نفسه أعلن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير في مقابلة مع قناة "CNN" الأمريكية أن بوسع سعد الحريري مغادرة السعودية في أي وقت يشاء وأضاف أن حزب الله هو من أجبره على الاستقالة. وفيما لم تنجل بعد حقيقة إعلان استقالة الحريري من الرياض وأسباب عدم تواصله مع حكومته تستمر الأطراف السياسية اللبنانية في تدبير الأزمة مع تفادي التصعيد في ما بينها أو مع الرياض التي اعتبرت أن حزب الله أعلن حربا عليها. فتيار المستقبل يواجه محنة سياسية حقيقية بعد نزول زعيمه من قمرة القيادة دون تنسيق مع زملائه. وغالبية شخصياته القيادية تبدو تائهة أمام هول الحدث وتفضل الصوم عن الكلام في الوقت الراهن تفاديا لرهن مواقفها حتى تتضح الرؤية. أما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فلا يزال على موقفه منذ السبت الماضي ينتظر عودة الرئيس الحريري إلى بيروت للاطلاع منه على ظروف الاستقالة. لغز استقالة الحريري وعدم عودته الى البلاد أصاب العمل الحكومي بالشلل. فهناك عشرات القرارات والمراسيم والتعيينات تنتظر توقيع رئيس الوزراء عليها. والمشكلة التي تواجه لبنان اليوم هي كيف ستتجاوز البلاد أزمة التدبير الحكومي إذا استمر الوضع الحالي. فالحريري ذهب ولم يعد... برأيكم،ما هي خبايا استقالة سعد الحريري وإعلانها من الرياض؟إلى متى يمكن للدولة اللبنانية انتظار عودة رئيس حكومة مستقيل؟هل بوسع الحريري العودة الى بيروت؟كيف تقيم تعامل الأطراف السياسية اللبنانية مع هذه الأزمة؟ ما هي المخاطر التي تتهدد أمن لبنان في رأيك؟
مشاركة :