ومن ثمّ بدأت الجلسة الأولى برئاسة العميد الأكاديمي الدكتور عبد الحي السملالي الذي أعطى الكلمة إلى مؤسس المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية باسكال بونيفاس حيث تطرق إلى التدخلات الخارجية وبالأخص الإيرانية في المنطقة وحماية الإرث، لأن تدميره يعني تدمير تاريخ الشعب وطمس معالمه. ثم تحدث رئيس مبادرة الشباب من أجل يمنٍ جديد المهندس خالد حسن عفيفي عن التهديدات التي يتعرض لها التراث اليمني، مشيراً إلى أن المليشيات الانقلابية أثارت الطائفية وأصبح اليمن على إثرها مقسماً على أسس طائفية ومذهبية ومناطقية وإثارة النعرات القبلية، ونشر الكراهية بين المجتمع اليمني. وأكد عفيفي أن المليشيات الانقلابية جعلت من المراكز الحضارية والتاريخية نقطة تمركز لها وقواعد عسكرية لتتحول إلى الدمار والخراب، كما قامت بالمتاجرة بالموروث الحضاري والثقافي باليمن، حيث باعوا التراث اليمني والآثار اليمنية إلى الخارج لتمويل عملياتهم العسكرية. وأضاف أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح استخدمت الأطفال في التجنيد وحرمتهم من حقهم في التعلم وحقهم في اللعب وسلبت طفولتهم وحولتهم إلى مقاتلين، وبيّن أن التعليم تأثر كثيراً فلا يوجد تعليم في المناطق التي يسيطرون عليها، وليست هنالك مدارس. وناشد اليمنيين أن يقفوا جنباً إلى جنب مع تحالف دعم الشرعية في اليمن، لاستعادة اليمن المخطوف من المليشيا، التي تحمل في أجندتها الإجرامية والتخريبية تهديدًا للهوية اليمنية ومحاولة لطمس التراث اليمني. واستنكرت رئيسة المبادرة العربية للتثقيف والتنمية أستاذة العلوم السياسية الدكتورة ابتسام باسندوة محاولة المليشيا الانقلابية إضافة مفهوم الإمامة في الثقافة الجمهورية، وتعطيل العملية التعليمية وإرسال الأطفال إلى جبهات القتال. وأشارت إلى أن مليشيا الانقلاب منذ دخولها صنعاء وهي تعمل على طمس الهوية اليمنية فلا تريد أي أثر لعروبة اليمن وكل ما يريدون بقاءه أن يكون اليمن رهن الفكر الذي ينتسبون إليه، بالإضافة إلى محاولتهم تعطيل العملية التعليمية، وطمس كل ماله علاقة بالثقافة الجمهورية حتى طال الأرشيف اليمني، وتدمير المعالم والمتاحف وإحراق المخطوطات والكتب النادرة، وبالتالي محوّ كل ماله علاقة بالتاريخ اليمني وإضافة المشروع الإمامي المدعوم من إيران. من جانبه أشار رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام عادل علي الأحمدي إلى أن اليمن يعدّ متحفاً مفتوحاً لاحتوائه على 27 متحفًا عموميًّا، مؤكدًا أنها تعرضت لأضرار بالغة من قبل الجماعات الإرهابية التي قامت بعمليات هدمٍ منظمٍ للآثار اليمنية باعتبارها ذاكرة اليمن، من خلال قصف ونهب وتدمير المتاحف في اليمن ومنها المتحف الوطني في عدن الذي يحوي على 5 آلاف قطعة أثرية ومن بينها مخطوطات وصور وتماثيل تم نهبها بالكامل وتدمير المبنى بالكامل الذي أنشئ في عام 1917م ، وتم كذلك نهب المتحف الحربي في صنعاء والعديد من المخطوطات الأثرية. وأضاف الأحمدي: على وزارة الثقافة اليمنية ومؤسسات الآثار أن تبذل جهداً في حصر الأضرار التي أُلحقت بالمواقع الأثرية والأماكن التاريخية من قبل المليشيات الانقلابية، كما طالب منظمة اليونسكو والمؤسسات المعنية بإصدار بيان عاجل للحفاظ على الآثار اليمنية. // يتبع // 01:51ت م www.spa.gov.sa/1686740
مشاركة :