عن نقاط التقاطع بين الإخوان والنازية بقلم: حميد زناز

  • 11/13/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حسن البنا استلهم الكثير من الأفكار والأفعال من النموذج الألماني في ثلاثينات القرن الماضي إذ يوجد في رسائله إعجاب واضح بكل من الفاشي موسوليني والنازي هتلر.العرب حميد زناز [نُشر في 2017/11/13، العدد: 10811، ص(13)]نقطة تلاقي خفية بين العقيدتين قد تبدو العلاقة لأول وهلة غريبة بين حركة إسلامية تدعي الإصلاح والصلاح وحركة نازية عنصرية تدميرية. ولكن سرعان ما تزول الغرابة إذا ما رجع المستغرب إلى التاريخ الحقيقي للجماعة، إذ سيجد بين الحركتين قواسم أيديولوجية مشتركة وعلاقة ودية وأهدافا شبه مماثلة. وكما هو معلوم فإنّ شبه سيطرة الإخوان والمتعاطفين معهم على الصحف والمجلات العربية والفضائيات حال دون أن تصل أخبارهم وتاريخهم إلى الجمهور العربي الواسع (انظر على سبيل المثال كيف تقدم قناة الجزيرة حسن البنا كبطل قومي على موقعها الإلكتروني). لقد استلهم حسن البنا الكثير من الأفكار والأفعال من النموذج الألماني الذي كان سائدا في ثلاثينات القرن الماضي كما يظهر في كتاباته نفسها، إذ نعثر في رسائله على إعجاب واضح بكل من الفاشي موسوليني والنازي هتلر. يكتب زعيم الإخوان “فقامت النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، وأخذ كل من موسوليني وهتلر بيد شعبه إلى الوحدة والنظام والنهوض والقوة والمجد، وسرعان ما خطا هذا النظام بهاتين الأمتين في مدارج الصلاح في الداخل والقوة والهيبة في الخارج، وبعث في النفوس الآمال الخالدة وأحيا الهمم والعزائم الراكدة، وجمع كلمة المختلفين المتفرقين على نظام وإمام، وأصبح الفوهرر أو الدوتشي إذا تكلم أحدهما أو خطب تفزعت الأفلاك والتفت الدهر”. وفي “رسالته إلى الشباب” يطلب منهم الاحتذاء بالمثل النازي “ولئن كان الرايخ الألماني يفرض نفسه حاميا لكل من يجري في عروقه دم الألمان، فإن العقيدة الإسلامية توجب على كل مسلم قوي أن يعتبر نفسه حاميا لكل من تشربت نفسه تعاليم القرآن”. هل يريد حسن البنا من الشباب المسلم أن يقضي على الملايين من البشر لحماية الإيمان مثلما قضى النازيون على الملايين من مدعي الدفاع عن دم ألماني نقي مفترض؟ ولا ينحصر الانبهار في الجانب الأيديولوجي بل يتعداه إلى التنظيم على الأرض، فعقب تكوين الجماعة رأسا، شرعوا في تكوين ميليشيات على منوال النموذجين الفاشي والنازي، فكشافة حسن البنا التي أطلق عليها اسم “الجوالة ” استلهم تنظيمها وهيكلتها وحتى هندامها من الشبيبة الهتلرية والموسولينية. وإذا ما صدقنا رئيس الاستخبارات السرية السابق لدى الإخوان، علي العشماوي، فإن حسن البنا كان معجبا بالغوستابو، البوليس السري الألماني الذي زرع الرعب في العالم كله.خلال الحرب الكونية الثانية كان المصريون المناصرون لهتلر وأغلبهم من الإخوان يهتفون بشعار "بالسماء الله، عالأرض هتلر" وأراد حسن البنا أن يجعل من “الجوالة ” بوليسا إخوانيا مماثلا، ولم يكن الوحيد من بين أعضاء الجماعة الذي تعامل مع المخابرات الألمانية بل هناك أيضا الكثير من أعضائها، فعداؤهم للإنكليز جعلهم حليفا طبيعيا لألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية، وهكذا تقاطعت أجندة الإخوان الفاشية مع أهداف ألمانيا النازية وتعامل الجهاز السري للإخوان مع جهاز الـ“س س” النازي ضد الإنكليز، والذي وعدهم بحكم مصر في حالة انتصار ألمانيا النازية في الحرب. وليس هذا فحسب، فنحن نقرأ في الكتاب الذي أصدره المحقق الصحافي الشهير ميكاييل برازان، والمعنون بـ“الإخوان المسلمون- تحقيق حول آخر الأيديولوجية الشمولية الأخيرة”، أن جهاز الإخوان السري كان ممولا مباشرة من طرف الحزب النازي. تحدثنا أحداث التاريخ عن علاقات أمين الحسيني مفتي القدس وهتلر، وتثبتها بالصوت والصورة وتبيّن كيف كلفه هتلر بالتنسيق بين النازية والإسلاميين وكيف بذل جهودا كبيرة في دعم القوات الألمانية بالجنود المسلمين البوسنيين والدعاية لصالح الرايخ من برلين ذاتها عبر الإذاعة النازية. والغريب أن حفيد حسن البنا طارق رمضان يفتخر بعلاقة وتعاون جده مع أمين الحسيني ولم يبد أدنى تساؤل عن علاقته المشبوهة بالنازية في الفيديو الذي خصصه لحياة جده من أربع حلقات. وفي كتابه “من القاهرة إلى دمشق” الصادر سنة 2008 يكتب أفيديس ديرونيان -وهو صحافي زار الشرق الأوسط سنة 1948 والتقى بالكثير من الفاعلين آنذاك ومن بينهم أمين الحسيني وحسن البنا، وقد التقط لهما صورة ونشرها في مؤلفه- أنه خلال الحرب الكونية الثانية كان المصريون المناصرون لهتلر وأغلبهم من الإخوان المسلمين يهتفون بشعار “بالسماء الله، عالأرض هتلر”. وتمر عشرات السنين وتعي الإنسانية جمعاء الشر المطلق الذي اقترفه هتلر في حقها ولكن يبدو أن موقف الإخوان الإيجابي لم يتغير تجاه النازية ولا يزال الإعجاب بهتلر متملكا قلب وعقل أكثرهم شهرة اليوم، يوسف القرضاوي، والذي راح يبجله على قناة الجزيرة، ويعتبره مبعوثا إلهيا، وذلك في شهر يناير من سنة 2009 قائلا دون حياء “على مر التاريخ، سلط الله على اليهود أفرادا يعاقبونهم عن فسادهم وكان هتلر آخر من اختاره الله لينفذ القصاص”. ولا تطلق كلمة “الإسلامو- فاشية” مجانا على الإخوان اليوم في الغرب إذ تشبه جماعة الإخوان النازية والفاشية في جوانب كثيرة أهمها: تكوين الميليشيات بغرض فرض أفكارها على الناس بالقوة. إن كانت النازية ديانة سياسية، فالإخوان استعملوا الدين لأهداف سياسية للسيطرة على المؤمنين. إعطاء القائد أو الزعيم أو المرشد قداسة تجعله يسيطر على كل السلطات ومنزها عن كل نقد. نشر الرعب والخوف بكل الأساليب. توزيع المناصب على أعضاء الجماعة وعدم الثقة في الآخرين. المؤامرات والدسائس. التنظيم شبه العسكري للمظاهرات. معاداة اليهود، والتهديد الدائم للمخالفين كما يظهر جليا من شعار جماعة الإخوان الذي نشاهده في كتبهم ومجلاتهم وعلى واجهات مقراتهم والمتلخص في صورة سيفين متقاطعين وبينهما عبارة “وأعدّوا”.

مشاركة :