موسكو وطهران تسعيان لإبقاء "الأسد"

  • 9/15/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن فهم السلوك السياسي المتشدد، الذي تنتهجه موسكو وطهران قبل انعقاد مؤتمر توزيع أدوار التحالف الدولي بشأن الإرهاب، إلا أنه حماية لـ"بقاء نظام الأسد" في السلطة، وتعزيز استفحال شرر "تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، وهو ما دفع ببعض محاور المجتمع الدولي والإقليمي إلى محاولة تقليم أظافر الأسد وحليفيه روسيا وطهران عبر هكذا تحالف. فعشية اجتماع التحالف الدولي "40 دولة" ضد الإرهاب في العاصمة الفرنسية باريس، يرى عدد من المحللين أن تحديد مسارات الضربات الجوية العسكرية التي ستقوم بها ـ كما هو معلن ـ الولايات المتحدة الأميركية، ستعني تفكك الجيش الأسدي، وهو الرأي الذي يتبناه رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، الدكتور أنور بن ماجد عشقي، في حديثه لـ"الوطن"، الذي لم يكتف بذلك فحسب؛ بل ذهب إلى أن تلك الضربات على الأهداف الحيوية والعسكرية السورية والقوات الموجودة في سورية والمتحالفة مع النظام ضد الشعب السوري، يمكن أن تحدث انقسامات داخل الجيش، باحتمالية تصل إلى 80%، على حد قوله. ويشير عشقي في سياق دلالاته السياسية، إلى أن روسيا وإيران لن تستطيعا بعد الآن أن تحميا نظام الأسد؛ لأن غالبية المجتمع الدولي تعي أن بقاء هذا النظام، بقاء للإرهاب. وأضاف قائلا: "الضربات الجوية ستسمح لقوات الجيش الوطني في العراق، أو المعارضة السورية ممثلة في الجيش السوري الحر، بمزيد من السيطرة على المناطق الخاضعة لـ"تنظيم الدولة" أو "جيش الأسد"، مما يعني انهيارا كاملا في قدرات القوات العسكرية التابعة لنظام الأسد، يتقاطع ذلك مع وجود قرار نافذ بمد المعارضة السورية المعتدلة بمزيد من الأسلحة النوعية، وهي التي كانت في قائمة المحرمات الأميركية سابقا، ومزيد من التأهيل الاحترافي للقوات على الأرض". ويؤكد عشقي أن أمام الأسد إحدى طريقين، إما الانصياع لبنود "جنيف 1"، أهمها تأسيس هيئة حكم انتقالى بصلاحيات تنفيذية كاملة، تتضمن أعضاء من الحكومة السورية والمعارضة، ويتم تشكيلها على أساس القبول المتبادل من الطرفين، أو انتظار نتائج التحالف الدولي الذي يعني انهيارا تاما في المنظومة العسكرية لـ"الأسد". وحيال الانعكاسات التي يمكن أن يقوم بها حليفا دمشق الرئيسيان "روسيا وطهران"، قال عشقي: "بالنسبة لروسيا، فإنها لن تفعل شيئا وتضحي بعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، أما ما يتعلق بإيران، فالأمر نفسه، فهي أمام تحالف دولي وإقليمي، وليس أمام دولة واحدة، وقدراتها العسكرية لن تجاري هذا التحالف على الإطلاق".

مشاركة :