يسرا الخشاب | تزامناً مع موسم الاختبارات الفصلية في جامعة الكويت، تبرز أهمية طبيعة أسئلة الاختبارات في تحديد الدرجة التي يحصل عليها الطلبة، فما أن يعلن الأساتذة عن مواعيد الاختبارات، إلا ويهرع الطلبة بسؤال أستاذهم عما إذا كان الاختبار مقالياً- يعتمد على الأسئلة المفتوحة والإجابات الكتابية، أم موضوعياً يرتكز على الاختيارات المتعددة ووضع علامة الصح أو الخطأ. ويعتقد كثير من الطلبة أن الاختبارات المقالية أكثر صعوبة لأنها تحتاج دراسة مستفيضة والإلمام بالمواضيع المقررة بشكل وافٍ، كما يواجه بعضهم مشكلات في التعبير وإيصال المعلومة وإن كانوا مجتهدين في المذاكرة، وتعد الاختبارات الموضوعية سهلة الحل لكونها تعتمد على القراءة السطحية أحياناً، ولا تتطلب وقتاً طويلاً في المذاكرة. وأكد أستاذ المناهج وطرق التدريس في كلية التربية د.وليد العنزي أن الاختبارات سواء أكانت مقالية أم موضوعية، لا تقيس الجانب الكلي لقدرات الطالب، بل تقتصر على جانب التحصيل العلمي في إطاره النظري، موضحاً أن الاختبارات المقالية هي الأكثر عراقة، وهي التي تمنح الطلبة حرية التعبير والكتابة لإظهار الإبداع ونمط التفكير المنطقي لديهم، واستخلاص النتائج وإثراء الإجابات وغيرها، فيما تعتبر الاختبارات الموضوعية حديثة نسبياً. رداءة الخطوط وقال العنزي إننا كأساتذة نعاني رداءة خطوط بعض الطلبة التي سببها مخرجات الثانوية العامة، إضافة إلى الأخطاء اللغوية وعدم القدرة على الكتابة، مبيناً «قد نتقبل ضعف الطلبة في اللغة الإنكليزية لكونها لغة ثانية، لكن المشكلة هي أن العربية لغتهم الأم ولا يستطيعون استخدامها في التعبير الكتابي كما يتحدثون بها». ولفت العنزي إلى أن الطلبة مطالبون بالكتابة الأكاديمية العلمية، لكن بعضهم يجاوبون الأسئلة المقالية وكأنها «سوالف» وبطريقة تفتقد لأساسيات الكتابة الصحيحة، ما يؤدي إلى اعتماد أغلب الأساتذة على الاختبارات الموضوعية، إضافة إلى سهولة تصحيحها وحياديتها، بعكس الاختبارات المقالية التي تعتمد على تقدير الأستاذ للإجابة. سهولة التصحيح من جانبه، رأى أستاذ المناهج وطرق التدريس في كلية التربية الأساسية د. أنور حسن أن الاختبارات المقالية أو الموضوعية تتوقف على الهدف المراد الوصول إليه من الاختبار ونوعية الطلبة والمهارات التي نرغب في قياسها، موضحاً «أن بعض الطلبة لا يحبون الكتابة الكثيرة»، كما أن بعض الأساتذة يلجأون إلى الأسئلة الموضوعية لأنها سهلة التصحيح، خاصة مع زيادة عدد الطلبة وقلة عدد من يعاونونهم في التصحيح، لكن أحياناً يستوجب الهدف أن يتم طرح أسئلة مقالية وإن كانت إجابتها مختصرة. الاختبارات الموضوعية أوضح د. وليد العنزي أن بعض الطلبة لديهم «وهم» ويعتقدون أن الاختبارات الموضوعية أسهل لأنها تتيح الفرصة «للتشيير»، مؤكداً أن تلك الاختبارات قد تكون صعبة أيضاً إذا تمت صياغتها بطريقة أكاديمية بحتة، بحيث تكون أكثر دقة. الواجبات والخبرات أكد د. أنور حسن أنه تجب إعادة النظر في طريقة التقويم المتبعة للطلبة، «فآلية التقويم المتبعة كارثة»، لأننا نعتمد على الاختبارات بصورة أساسية لتقويم الطالب، بينما يجب أن يتم تخصيص جزء كبير من الدرجة على المشاريع والواجبات والخبرات التي يكتسبها الطلبة وليس الاختبارات فقط.
مشاركة :