3 دروس قيادية من «عراب أوماها»

  • 11/19/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر وارن بافيت من العقول النيرة في مجال الأعمال، كما أنه أحد أغنى رجال الأعمال في العالم، ومعروف بلقب «عراب أوماها»، ولكن ما يجعله شخصية مثيرة للإعجاب هو قدرته على التمسك بقيمه ومعتقداته حتى لو كان يواجه انتقاداً عالمياً. وينسب بافيت الكثير من المهارات التي تعلمها في الاستثمار إلى موجهه بنيامين جراهام. وصحيح أن بافيت تعلم الكثير من المهارات التحليلية والفلسفة الشرائية الاستثمارية من جراهام، إلا أن الأخير لم يعده ليصبح في هذا المركز القيادي المرموق في عالم الأعمال والاستثمار. في الحقيقة أن قدرة وارن بافيت على اتخاذ الإجراءات الصحيحة في الأوقات الصعبة ساعدته على انتشال شركة «بيركشاير هاثاواي» من شفا الإفلاس ليحولها إلى واحدة من أكثر الشركات احتراماً في التأمين والاستثمار حالياً. الجدير بالذكر أن أسهم «بيركشاير» تتداول حالياً عند نحو 300 ألف دولار للسهم الواحد. إليك في هذا السياق 3 دروس في القيادة يمكن أن تتعلمها من «عراب أوماها» وتستخدمها في حياتك سواء الشخصية أو المهنية:كن متواضعاً: في أواخر تسعينيات القرن الماضي، كانت «بيركشاير هاثاواي» غائبة بشكل واضح عن قطاع التكنولوجيا الذي كان يشهد طفرة كبيرة جداً، حيث كان التجار والمستثمرون يجمعون ثروة كبيرة بين عشية وضحاها. وعندما بدأ النقاد في تعميم الرأي القائل بأن بافيت تسبب بتفويت فرصة على المساهمين في شركته من جمع ثروة من هذا القطاع، سارع بافيت بالقول إنه لا يستثمر في قطاعات لا يعرف شيئاً عنها واعترف ببساطة أنه لا يفهم شيئاً في نموذج أعمال شركات التكنولوجيا. في الختام يمكن للمرء أن يتعلم الكثير من خلال مراقبة أعمال وارن بافيت، وعلى وجه الخصوص قدرته على مراجعة الرأي العام، ثم تجاهله أو الأخذ به، حسبما يتفق مع قيمه ومبادئه الاستثمارية. سر ضد التيار: حقق وارن بافيت نجاحه من خلال التمسك بقيمه واستثمار أمواله في مجالات تواجه ضغوط السوق الشديدة، فعلى سبيل المثال استثمر بافيت بكثافة في صحيفة «واشنطن بوست» في العام 1973، عندما كانت الولايات المتحدة تتجه إلى أزمة ناجمة عن منظمة «أوبك» وحرب فيتنام الفاشلة. وحتى بعد تراجع أسهم الصحيفة بنسبة 25%.بقي بافيت محافظاً على استثماراته، في الوقت الذي ساد فيه الذعر سوق «وول ستريت». وبعد حوالي 40 عاماً، ارتفع استثماره الأصلي البالغ 10 ملايين دولار ليصل إلى أكثر من مليار دولار في «واشنطن بوست». وفي منتصف ستينيات القرن الماضي، اشترى بافيت 5% من أسهم «أمريكان اكسبريس»، وذلك بعد أن وجهت للشركة دعوى قضائية متعلقة بمستحقات مالية بقيمة 60 مليون دولار. وكان بافيت قد قدّر ذلك بالشكل الصحيح، فعلى الرغم من الأخبار السلبية التي أحاطت الشركة، إلا أن أعمالها الرئيسية كانت مستقرة وتحول استثماره البالغ 13 مليون دولار في «أمريكان اكسبريس» إلى 40% من قيمة رأس المال في الشركة. واجه الفشل منذ البداية:في حال لم تنجح الاستثمارات التي ذكرناها سابقاً، لكان ذلك قد تسبب بأزمة حادة بين بافيت والمستثمرين، وبالتالي زوال شركة «بيركشاير هاثاواي». ولحسن الحظ، كانت نهاية القصة سعيدة. ولكن هذا لا يعني أن قدرة وارن بافيت على اختيار الاستثمارات، كانت مثالية، ففي رسائله إلى المساهمين في «بيركشاير هاثاواي»، يذكر بافيت جميع التفاصيل المتعلقة بالاستثمارات التي قام بها بالنيابة عن المستثمرين. ويناقش بافيت في رسائله بدون خجل الأخبار الجيدة والسيئة. وقدرته على مشاركة إخفاقاته علناً، ما هي إلا علامة على قوته الحقيقية والصفات القيادية التي يتمتع بها. فعلى سبيل المثال، يعتبر بافيت علناً بأن شراءه لمصنع نسيج صغير يواجه منافسة شديدة من المنتجات الصينية الرخيصة، كان من أفشل استثماراته على الإطلاق، وكان هذا المصنع يدعى «بيركشاير هاثاواي». تعلّم بافيت درساً من المشاكل التي واجهته بعد شرائه لمصنع النسيج، وقال ل «فوربس»: «في حال أقحمت في عمل رديء، أخرج منه وبسرعة». ويتطلب شراء شركة ضعيفة الأداء تعمل في قطاع يعاني ركوداً وتحويلها إلى واحدة من أنجح الكيانات على وجه الأرض، بتطلب عزيمة وموهبة. صحيح أن بافيت اقترف خطأً مكلفاً، ولكن امتلاكه لرؤية واضحة للنجاح في عالم الأعمال ساعدته في تحويل «بيركشاير هاثاواي» إلى واحدة من أكبر الشركات في العالم.

مشاركة :