تصعيد في الغوطة ينتهك اتفاق «خفض التوتر»

  • 11/21/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قتل العشرات من المدنيين بينهم عائلات بأكملها، جراء القصف المستمر لقوات النظام السوري منذ أسبوع على الغوطة الشرقية المحاصرة، في تصعيد جديد يشكّل انتهاكاً لاتفاق «خفض التوتر» الساري منذ أشهر عدة.ويرى محللون أن هذا التصعيد يضعف موقف الفصائل المعارضة التي تعد الغوطة الشرقية آخر معاقلها قرب دمشق، في وقت تتكثف فيه المشاورات الدولية لتسوية النزاع السوري، قبل قمة رئاسية روسية إيرانية تركية مرتقبة غداً الأربعاء، في روسيا.وبعد هدوء إلى حد كبير فرضه سريان اتفاق خفض التوتر منذ يوليو الماضي، عادت الطائرات الحربية والسلاح المدفعي السوري لاستهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية، المحاصرة من قوات النظام منذ عام 2013. ومنذ أسبوع، يعيش السكان حالة من الرعب نتيجة القصف العنيف الذي أسفر عن مقتل أكثر من 80 مدنياً، بينهم 14 طفلاً، وفق ما وثق المرصد السوري. ودعا هذا التصعيد الأمم المتحدة الأحد، إلى مناشدة الأطراف المعنية ب«تجنّب استهداف المدنيين».وفي مدينة دوما؛ كبرى مدن الغوطة الشرقية، يقول مجد (28 عاماً) أب لطفلين: «نضطر أحياناً إلى أن نختبئ داخل المنزل في أماكن غير مؤهلة لذلك، مثل الحمام أو المطبخ، حتى إننا ننام فيهما أحياناً». ويتحدث عن رعب تعيشه عائلته كلما تجدد القصف. وعلى الرغم من أن زوجته تحاول الإيحاء لطفليها بأن الوضع طبيعي، إلا أن طفله البالغ من العمر أربع سنوات «حين يسمع صوت القصف يركض ليختبئ داخل خزانة، أو خلف باب ويصرخ: طيارة طيارة تضرب»، وفق قوله. وصعّدت قوات النظام قصفها على الغوطة الشرقية، إثر هجوم شنته الثلاثاء حركة أحرار الشام، المتمركزة في مدينة حرستا على قاعدة عسكرية تابعة للجيش.ويقول الباحث في مؤسسة سنتشوري للأبحاث آرون لوند: «من الواضح أن اتفاق خفض التوتر في الغوطة الشرقية ليس على ما يرام». ويوضح أنه في السابق «كانت هناك هجمات حكومية عدة، وحالياً الفصائل هي من تهاجم»، مضيفاً: «من الصعب القول إن كان هناك سريان فعلي لوقف إطلاق النار». ويتوقع أن تعمل القوات الحكومية «على المدى الطويل على السيطرة على كامل منطقة الغوطة الشرقية، وإن كان ذلك سيحتاج إلى وقت، باعتبار أنها قريبة جداً من العاصمة، لتركها على هذه الحال». وفيما يعتبر مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن اتفاق خفض التوتر «قد انتهى»، على ضوء هذا التصعيد، يرى المحلل العسكري في مركز عمران الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، نوار أوليفر، أن الاتفاق «لم ينته لكنه تعرض لمطب قوي». وتحاول قوات النظام، بحسب عبد الرحمن، من خلال هذا التصعيد «تأليب الحاضنة الشعبية لمقاتلي المعارضة عليهم، لإظهار أنهم غير قادرين على حمايتهم من قصف النظام، وباتوا يشكلون عبئاً على السكان». ويروي المسعف في مدينة دوما فراس الكحال (22 عاماً)، تجربة عاشها بعد توجهه مع زملائه إلى منزل استهدفه القصف يوم الجمعة، ويقول: «فور دخولنا، رأيت طفلة عمرها لا يتجاوز ثمانية أشهر، خرجت من تحت الأنقاض وهي تزحف. خرجت من منزلها المدمر». ويضيف: «كان مشهداً يُدمي القلب.. كيف خرجت؟ هذه إرادة رب العالمين». وأصيبت الطفلة بجروح في رأسها وتمكّنت من النجاة بعد إسعافها. (أ ف ب)

مشاركة :