دمشق تتجاهل اتفاق خفض التوتر بتصعيد دموي في الغوطة وادلب

  • 1/8/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – كثفت القوات السورية هجماتها على جبهتي الغوطة الشرقية وادلب في محاولة لتأمين طريق حيوي يربط حلب ثاني كبرى مدن سوريا بدمشق بالإضافة إلى السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري حيث باتت على بعد نحو 11 كيلومترا منه. وفي حال تمكنت من طرد الفصائل من المطار فسيكون القاعدة العسكرية الأولى التي تتمكن قوات النظام من استعادة السيطرة عليها في محافظة ادلب الحدودية مع تركيا. وتأتي الغارات السورية التي تزامنت مع قصف مدفعي مكثف لترسم ملامح معركة مصيرية بالنسبة للقوات النظامية التي تتحرك باتجاه تطهير محيط العاصمة دمشق وطرد الفصائل الإسلامية المتشددة وفصائل المعارضة المسلحة من مطار عسكري استراتيجي. وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين مقتل عشرين مدنيا على الأقل، أكثر من نصفهم في مدينة دوما جراء غارات وقصف مدفعي لقوات النظام على عدة بلدات في الغوطة الشرقية. ويتوزع الضحايا الـ12 في مدينة دوما بين سبعة مدنيين ضمنهم سيدة مع أطفالها الثلاثة قتلوا في غارة جوية، بالإضافة إلى خمسة آخرين قتلوا جراء قصف مدفعي استهدف سوقا للخضار. كما أصيب نحو ثلاثين آخرين بجروح. أما بقية القتلى فهم أربعة مدنيين جراء قصف مدفعي على مدينة سقبا وثلاثة آخرين بينهم طفل جراء غارة طالت بلدة مديرا وسيدة قتلت جراء قصف على مدينة حمورية. وداخل مشرحة في مدينة دوما شوهد رجال انقاذ يعملون على لف جثث عدد من الضحايا بينهم أشلاء جثث الأطفال الثلاثة. وتحدث طفل يدعى أحمد حاتم (11 عاما) وهو يجلس متألما على الأرض ورجله مضمدة، عن لحظة اصابته. وقال "كنت في السوق مع أبي نبيع النعناع والبقدونس والبصل وفجأة وجدت الدماء تسيل من رجلي وأصيب أبي في رأسه". وتكثف قوات النظام قصفها للغوطة الشرقية منذ نحو أسبوعين، إثر شن هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وفصائل اسلامية هجوما انطلاقا من مدينة حرستا باتجاه مواقع لقوات النظام في محيطها. وتمكنت بعد يومين من بدء هجومها من فرض طوق على ادارة المركبات، القاعدة العسكرية الوحيدة لقوات النظام في الغوطة الشرقية. "فك الطوق" وتمكنت قوات النظام ليل الأحد من كسر هذا الطوق. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الاثنين أن "وحدات من الجيش أنجزت مهمتها بفك الطوق الذي فرضه إرهابيو تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التكفيرية التابعة له على إدارة المركبات". وبدأت وحدات الجيش إثر ذلك "عملية عسكرية جديدة بهدف توسيع رقعة الأمان حول الإدارة وسط قيام سلاح المدفعية باستهداف أوكار وتجمعات الإرهابيين في المنطقة المحيطة" بحسب سانا. وأورد المرصد من جهته أن قوات النظام "فتحت ثغرة توصلها بإدارة المركبات" المحاذية لمدينة حرستا، لافتا إلى مواجهات مستمرة قرب هذه القاعدة. ومنذ بدء حصار القاعدة نهاية ديسمبر/كانون الأول 2017، أوقعت المعارك بين الطرفين 72 قتيلا من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها مقابل 87 من مقاتلي الفصائل الجهادية والمعارضة. وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013، ما تسبّب بنقص فادح في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص. ويأتي التصعيد في الغوطة الشرقية رغم كونها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل اليه في مايو/ايار 2017 في أستانا برعاية روسيا وإيران حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريانه في الغوطة في يوليو/تموز من العام الماضي. وعلى جبهة أخرى في سوريا، تواصل قوات النظام مع حليفتها روسيا الاثنين شن ضربات جوية على قرى وعدة بلدات في ريف ادلب الجنوبي (شمال غرب)، غداة مقتل 21 مدنيا على الأقل بينهم ثمانية أطفال جراء غارات مماثلة الأحد وفق المرصد. وتشن قوات النظام منذ 25 ديسمبر/كانون الأول 2017 هجوما للسيطرة على الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، المحافظة الوحيدة الخارجة عن سلطة دمشق وتسيطر عليها بشكل رئيسي هيئة تحرير الشام. في مدينة ادلب مركز المحافظة، ارتفعت الاثنين حصيلة قتلى تفجير استهدف ليل الأحد مقرا لفصيل جهادي في حي سكني إلى 43 شخصا بينهم 28 مدنيا على الأقل. واستهدف التفجير مقرا لفصيل أجناد القوقاز المتطرف الذي يضم مئات المقاتلين الأجانب المتحدرين من وسط آسيا ويقاتلون إلى جانب هيئة تحرير الشام. ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كان التفجير ناتجا عن سيارة مفخخة أو نتيجة استهداف بطائرة من دون طيار لقوات التحالف الدولي أو روسيا. وتحدث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن سيارة مفخخة أدت الى دمار المقر بالكامل وتضرر الأبنية السكنية في محيطه. ويزيد وجود هؤلاء المقاتلين الأجانب من تعقيد الحرب السورية التي تشارف على اتمام عامها السابع وتسببت منذ اندلاعها في مارس/اذار 2011 بمقتل أكثر من 340 ألف شخص ودمار كبير في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وتمكنت دمشق منذ بدء روسيا تدخلها العسكري في سوريا في سبتمبر/ايلول 2015، من استعادة زمام المبادرة ميدانيا بعد حسم قواتها المعارك على عدة جبهات ضد الفصائل المعارضة والجهاديين في آن معا. وباتت تسيطر حاليا على أكثر من نصف مساحة البلاد.

مشاركة :