أعلنت هيئة علماء السودان إن البلاد لم تشهد صراعاً دينياً وعقائدياً في تاريخها، وذلك رداً على اقتراح جون سوليفان، نائب وزير الخارجية الأميركي، خلال زيارته الخرطوم اخيراً، عقد الحكومة طاولة مستديرة لإدارة حوار بين رجال الدين الإسلامي والمسيحي في السودان في شأن الحريات والتعايش الديني. وطالب سوليفان ايضاً الحكومة السودانية بمراجعة وتعديل أو إلغاء قوانين، أبرزها المادة الخاصة بالزي في قانون النظام العام، والتي تعاقب النساء بالجلد في حال ارتدين ملابس غير محتشمة وفق تقدير رجال الشرطة. كما دعا الى الحفاظ على الحرية الدينية للجميع عند صوغ دستور جديد. وفي بيان توضيحي اصدرته عن لقاءات سوليفان مع رجال دين، أكدت الهيئة ان التمسك بثوابت الأمة محل اجماع، ولا تفريط في ذلك، وحفظ حقوق الإنسان وأهل الأديان من صميم منهج الإسلام، علماً ان السودان لم يعرف صراعاً دينياً وعقائدياً، وعاش أهل الأديان في أمن وسلام منذ القدم». وأوضحت أن «المشاكل التي تنتج من بعض الممارسات، وما ينجم عنها من ظلم أو تعدٍ أمر يرفضه الإسلام وتجرمه القوانين»، داعية الى مراجعة كل الظلامات ورد الحقوق الى أهلها وفق منهج الحق والعدل وضوابط القانون. وكان سوليفان ركز خلال زيارته الخرطوم على ملف الحريات الصحافية والدينية، وربط تطبيع علاقات السودان وأميركا بتحقيق الخرطوم تقدم في صيانة هذه الحقوق. على صعيد آخر، رفضت المعارضة المسلحة في جنوب السودان بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار اتفاق اعادة توحيد حزب الحركة الحاكم الذى جرى توقعيه في العاصمة المصرية القاهرة الخميس الماضي، وطالبت بإنهاء احتجاز زعيمها في جنوب افريقيا. واستناداً إلى اتفاق أروشا الموقع 2015 من أجل إعادة توحيد الحركة الشعبية تمهيداً لإنهاء الصراع الذي تنزلق فيه الدولة الوليدة منذ أربع سنوات، وافقت مجموعة المعتقلين السياسيين السابقين على الانضمام إلى الفصيلين الحاكمين بقيادة الرئيس سلفا كير ونائبه الأول تعبان دينق. وقال نائب رئيس هيئة الأركان للتدريب في حركة المعارضة الفريق ويسلي سامسون إن «إعلان القاهرة لن يحقق السلام بلا اطلاق مشار وعودته ومشاركته الكاملة في الحياة السياسية». ودعا سامسون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني الى ضمان إطلاق مشار من «الاحتجاز غير القانوني في جنوب افريقيا»، ثم السماح بمشاركته الكاملة في منتدى التنشيط الذي تنظمه هيئة «ايغاد»، واجتماعات اعادة توحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان. وصرح المستشار الرئاسي والمبعوث الخاص في حكومة جوبا، نيال دينق نيال، بعد وصوله الى جوبا قادماً من مصر من أن «الاتفاق الجديد لا يعترف برياك مشار زعيماً للحركة الشعبية، لكنه يقبل مشاركته في عملية تنشيط السلام التي تقودها ايغاد».
مشاركة :