الفكر المتطرف يقتنص فرصة الانتشار من منابر مصرية تحارب الإرهاب بقلم: هشام النجار

  • 11/22/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

وسائل الإعلام المصرية، على كثرتها، في تفكيك خطاب المتطرفين. ونبّه محمد فتحي يونس أستاذ الإعلام إلى أخطاء يقع فيها الإعلام تجعله يروج للتطرف بغير قصد، فهو يمنح التنظيم إمكانياته وجماهيريته ليسخرهما لصالحه، فتتحقق الأهداف النهائية للمنظمات الإرهابية مع وصول رسائلها بكامل بنيتها الفكرية الحادة ومشاهدها العنيفة للجمهور. وأوضح يونس لـ”العرب” أن الإرهابي يكسب نقاطا دون مجهود عبر توظيف أدوات غير ملحوظة بصرف النظر عن المحتوى الفكري، مثل الكلام الغامض ونبرة الصوت الخافتة. وشدد على أن هناك شريحة من الجمهور تتعاطف مع الإنسان المتمرد، وشريحة تراه مرآة لإحباطها وأخرى تراه صادق النية حتى لو أخطأ الطريق. ويرى بعض خبراء الإعلام أنه ليس هناك ضرورة لإجراء هذا النوع من الحوارات أمام الجمهور العريض، بينما يعتقد آخرون أنها ضرورة لتفكيك الخطاب التكفيري. ولفت يونس في تصريحاته لـ”العرب” إلى أهمية الاكتفاء بالجانب المعلوماتي، والحصول على إجابات تروي فضول المشاهد، في ما يتعلق بكيفية تنفيذ الهجمات وكيفية التسلل، أما الحوار على أرضية الدين فتترك للمختصين والمؤهلين لها. أما التركيز على الجوانب العاطفية والإنسانية فيؤدي إلى نتائج عكسية في الحوار مع الإرهابيين عبر الإعلام، فهم يلتقطون هذا البعد لتوظيفه في سياقات التمرد على الواقع الذي يصورونه أقل إنسانية. وعادة ما يضع تنظيم القاعدة الجهات التي يحاربها في خانة الأضعف أخلاقيا، ويتعلل بأنه إذا كان التنظيم يستخدم وسائل غير مشروعة ويقوم أعضاؤه بالقتل وهم مرتاحو الضمير، فالأجهزة الأمنية تستخدم وسائل غير شرعية لحماية أنظمة معادية للدين، وكذلك الغرب لبسط هيمنته على العالم الإسلامي. وكلها أدوات تستخدم لدغدغة المشاعر وتسويق الرسائل الخاطئة، وما لم يكن هناك إعلام جادّ يعي خطورة المعركة، فسوف يستمر المتشددون في مراكمة النقاط، وعندما يحاور الإعلامي إرهابيا دون أن يتسلح بالأفكار والمعلومات سوف يخسر مصداقيته أمام الرأي العام.

مشاركة :