يجب التعامل مع الإرهابيين العائدين من بؤر التوتر بصرامة

  • 11/24/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكدّ السيّد أنطونيو تاجاني رئيس البرلمان الأوروبي خلال زيارته الأخيرة إلى تونس تخصيص 40 مليار يورو لمساعدة الدول الإفريقية خلال السنوات القادمة لمجابهة التحديات التي تواجهها ومن بينها الهجرة السرية، وأعلن عن انعقاد قمة إفريقية أوروبيّة في أبيدجان في شهر نوفمبر الحالي، وقال في حوار ل«اليمامة»: «إنّ هناك علاقة قويّة بين الهجرة السرية و الإرهاب و التهريب» وفي ما يلي هذا الحوار: * ما الهدف من زيارتك إلى تونس؟ - إنّ الهدف من الزّيارة -التي هي سياسيّة و اقتصاديّة- مساعدة تونس على مجابهة التّحديّات التي تواجهها. وهناك مساع لتخصيص 40 مليار يورو في ميزانيّة الاتّحاد الأوروبي لدعم الدّول الإفريقيّة. إنّ توفير موارد لإفريقيا ليست هديّة، بل لمساعدة بلدانها، ومنها تونس، على الحدّ من البطالة وتطوير المؤسّسات الصّغرى والمتوسّطة لتكون قادرة على توفير مواطن شغل ومواجهة مختلف التحدّيات الهائلة أمامها. وسنبحث كلّ هذه المسائل في القمّة الإفريقيّة الأوروبيّة التي ستنعقد في أبيدجان خلال شهر نوفمبر الحالي لتأكيد ودعم المصالح المشتركة للقارّتين. إنّ تخصيص 40 مليار يورو من الاتحاد الأوروبي في السّنوات القادمة سيساعد أيضاً الدول الإفريقيّة على التّصدي لآفة الهجرة السّريّة. يأتي ذلك لارتباط هذه الدّول بأمن أوروبا خاصّة الموجودة في الضّفّة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسّط. إنّ إيجاد تصوّر واضح لتنظيم الهجرة يستجيب لإجراءات مضبوطة برعاية الدّول المعنيّة ومراقبتها، وهكذا تصبح أوروبا للشّباب المهاجر عنوان أمل وليس مشروع رحلة فيها الموت أو المغامرة أو الخروج عن القانون. * من أكبر المشاكل التي تواجهها أوروبا ومنطقة البحر المتوسّط الإرهاب والهجرة السّريّة فكيف يقع التّغلّب عليهما؟ - فعلًا نحن نجابه مختلف التّحديّات التي تواجهها أوروبا ودول حوض البحر الأبيض المتوسّط مثل ظاهرة الإرهاب وموجات الهجرة غير الشّرعيّة إنّي أستحضر في هذا الشّأن صوراً مأساويّة وإنّه من الضّروري بحث حلول عمليّة لآفة الهجرة السّريّة بعيداً عن الأيديولوجيا والشّعبويّة. كما أنّه لا يمكن ترك قضيّة الهجرة بين أيدي الإرهابييّن والمهرّبين لأنّ هناك علاقة قويّة بين الهجرة السريّة والإرهاب والتّهريب . وفي نفس الوقت أنا أدافع عن حرية التّنقّل بين كلّ الدّول التي تكافح الاتّجار بالبشر، ولا بدّ من استهداف الشّبكات التي تعمل في الهجرة السّريّة ويجب دعم قدرات بلدان شمال إفريقيا من أجل إيقاف هذه الشّبكات ووضع حدّ لموجات الهجرة السريّة وتسهيل الحصول على التّأشيرات بالنّسبة إلى الباحثين والعاملين والطّلبة. * لكن كيف يمكن القضاء على الإرهاب؟ - إنّ الإرهاب مسّ تونس وأوروبا وبلدانا أخرى ولا يمكن القضاء عليه إلاّ بمزيد من التّعاون الأمني وتنسيق الجهود. فأمن أوروبا مرتبط بالوضع الأمني في تونس وبقدرة الطّرفين على الرّفع من مستوى التّنسيق الأمني ولا بدّ من الثّناء على الدّور الذي لعبته تونس في مكافحة الإرهاب وأنّ أوّل هزيمة تلقّتها «داعش» كانت في مدينة بنقردان. وجئت لأقترح إجراء مفاوضات في أواخر السّنة الجارية بين تونس وأوروبا من أجل التّعاون الأمني وتنسيق جهود الشّرطة والاستخبارات خاصّة أنّ الإرهابييّن بصدد العودة من بؤر التّوتّر. وهنا لا بدّ من التّعامل مع الإرهابييّن العائدين بصرامة وبعدم التّساهل معهم وتكثيف المراقبة على الحدود للحيلولة دون تنقّلهم إلى أوروبا * ماذا عن دور الاتحاد الأوروبي في إيجاد حلّ للأزمة الليبيّة؟ - إنّ جميع البلدان الأوروبيّة مقتنعة بضرورة تحقيق الاستقرار في ليبيا ولا بدّ من حوار يدعم الحلّ السّلمي للأزمة اللّيبيّة. إنّ تحقيق الاستقرار لدول المنطقة يمرّ حتماً عبر إيجاد تسوية شاملة للملفّ اللّيبي. إن ّدول الجوار ومنها تونس تقوم بدور محوري ونزيه في تقريب وجهات النّظر بين مختلف الأطراف اللّيبيّة لمساعدتها على تحقيق التّوافق وتغليب المصلحة الوطنيّة العليا. * من القضايا التي تؤرّق أوروبا النّزعات الانفصالية والاستقلاليّة في بعض المناطق التّابعة لعدّة دول أوروبيّة مثلما جرى مؤخّراً في إقليم كتالونيا، فكيف تعامل الاتّحاد الأوروبي مع قضيّة التّمردّ في كتالونيا؟ - نحن حريصون على وحدة أوروبا، دولًا وشعوباً. إنّ الدّول الأعضاء في البرلمان الأوروبي لم تعترف بإعلان استقلال كتالونيا من جانب واحد. إنّ إعلان الاستقلال يشكّل انتهاكاً لسيادة القانون والدستور الإسبانييّن ولوضعيّة الحكم الذّاتي لكتالونيا.. لم يعترف أيّ بلد في الاتحاد الأوروبي بهذا الإعلان الذي أصبح من الماضي.

مشاركة :