أبناؤنا بين العاملة والسائق | د. إبراهيم محمد باداود

  • 1/20/2014
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

لن تتوقف المسيرة التصاعدية لفاتورة العمالة المنزلية إلى حد معين طالما أن مجتمعنا مازال مستمراً في عاداته وسلوكياته السلبية المعتمدة كلياً على هذه العمالة وستواصل هذه الفاتورة إرتفاعها وصعودها الفلكي يوماً بعد يوم ، فقد تمكنت هذه العمالة بنجاح من أن تصبح جزءاً أساسياً من مجتمعنا فاحتلت البيوت وكسبت عطف الأبناء وتمكنت من معرفة كل صغيرة وكبيرة في المنزل مما جعل الاستغناء عنها يصبح صعباً إن لم يكن مستحيلاً ، فلا تكاد تجد منزلاً مهما كانت ظروفه المالية إلاّ وفيه عاملة منزلية أو سائق على الرغم من وجود الأبناء الكبار من شباب وفتيات . لقد استطاعت هذه العمالة أن تنتج مجتمعاً متواكلاً ذا عادات سلبية وأطفالاً مدللين ومتواكلين وجيلاً أصبح يعتمد في كل صغيرة وكبيرة على هذه العمالة بل حتى الزوجة أهملت دورها الأساسي في المنزل وتفرغت لأمور ثانوية في حين أصبحت العاملة هي المسؤولة عن الطبخ والتنظيف ورعاية وتربية الأبناء وغيرها من الأساسيات وعلى هذا الأساس تمكنت من فرض شروطها ورفع أسعارها وأصبحت لها الوصاية على بعض المنازل بل أصبحت تنتقل اليوم من منزل لآخر وفق رغبتها حرصاً على الحصول على أفضل العروض من راتب وطبيعة عمل أسهل وجهد أقل ، وبهذا أصبح أبناؤنا اليوم محاصرين بين عاملة منزل وسائق . وقد لا تكاد تجد هذه الظاهرة في أي مجتمع آخر إلا في الدول الخليجية بل حتى الدول الغنية يندر أن تجد فيها هذا الأمر فالأبناء والبنات هم من يقومون بمعظم الأعمال ، لذلك يجب علينا أن نعمل أولاً على الحد من التوسع في ظاهرة استقدام العمالة المنزلية وإعادة النظر في شروطها والتي تركز فقط على القدرة المالية وعدد أفراد الأسرة ، إضافة إلى الحرص على تربية الأبناء على الإعتماد على أنفسهم وعلى الأسرة أن تكون مستقلة تهتم بشؤونها دون السعي للحصول على مساعدة من عمالة وافدة . Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :