في إطار الصراع بين شريكي الانقلاب في اليمن الذي بدأ في 24 أغسطس الماضي، كشفت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي العام» بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن ضغوط مكثفة تمارسها جماعة «أنصار الله» الحوثية على حليفها للاستحواذ على وزارة الخارجية وتوسيع مكاسبها السياسية. وقال مسؤول في حزب «المؤتمر العام» لـ«الراي» إنه «استمراراً لنكث جماعة الحوثي للاتفاقات وانقلاباً على حلفائها، وبأساليب تنافي ما تدعيه من صدق وأمانة، نشرت إشاعات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وموقع إخبارية مواليه لها تفيد أن هناك خلافاً بين الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام وبين سيده عبد الملك الحوثي وقيادات أخرى هامة، لغرض استمالته من قبل حزب المؤتمر نكاية بالحوثيين وتسليمه وزارة الخارجية التي يشغلها عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر هشام شرف». وأضاف ظل أعضاء الحزب «يهاجمون عبد السلام كونه يتفاوض (مع دول أخرى خارجياً) ويتبادل الأسرى من دون العودة لوزارة الخارجية بصنعاء في انقلاب واضح على الاتفاق منذ الوهلة الأولى لتوقيع تحالفهما أواخر العام 2016». وكشف أن قيادات حوثية أخرى تضغط على حزب صالح بطرق عدة لتحقيق مكاسب سياسية، حيث طالب رئيس المجلس السياسي للانقلابيين صالح الصماد الذي يرأس المكتب السياسي للحوثيين بتبادل الوزارات، لكنه ركز على وزارة الخارجية والنفط والصحة والاتصالات، بحيث تكون الخارجية للحوثيين مقابل وزارة أخرى يسلمها الحوثيون لـ«المؤتمر الشعبي». إلى ذلك، اتهمت أحزاب «التحالف الوطني الديموقراطي» الموالية لصالح هجوماً جديداً على ميليشيات الحوثي وصفتهم فيه بـ«المرتزقة والمتسكعين، وناهبي المال العام». واتهم الناطق باسم «التحالف الديموقراطي» عبد المجيد الحنش ميليشيات الحوثي بممارسة التمييز بالمواطنة، مضيفاً أن هناك مواطنين من الدرجة الأولى والثانية والثالثة. في المقابل، لجأ الحوثيون إلى رجال الدين الموالين لهم للتخلص من الحكومة الموالية للرئيس السابق، حيث عقدوا اجتماعاً موسعاً تحت اسم «علماء اليمن»، والذي خرج ببيان دعو فيه إلى إقالة حكومة بن حبتور الانقلابية والمشكلة مناصفة بينهم وبين حزب صالح، الذي وصفته الجماعة المتمردة في صحيفتها «صدى المسيرة» بـ«المؤتمر المؤجر». من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة أنها حصلت على إذن من التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، لنقل عمال إغاثة جواً من عمّان إلى صنعاء اليوم، مضيفة أنه أبلغها باستئناف رحلات الركاب التي تسيرها الهيئات الإغاثية لمطار العاصمة اليمنية. إلى ذلك، أعلن المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» عبد الله الربيعة، أن المملكة قدمت 8.27 مليار دولار لليمن خلال عامين. جاء موقف الربيعة خلال لقاء مع رئيس مركز أوسلو للسلام بوندفيك كيل في النرويج. وقال الربيعة خلال اللقاء إن إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة لليمن من أبريل 2015 إلى أكتوبر 2017، بلغت 8.27 مليار دولار، مشيراً إلى قيام المركز بعمليات نوعية شملت عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الغذائية والطبية في تعز وكسر الحصار الذي فرضه الانقلابيون. ميدانياً، قتل 8 من ميليشيات الحوثي وقوات صالح وأُصيب 11 آخرون وأسر 3، خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما قتل 2 من أفراد القوات الشرعية وأصيب 6 آخرون ووقع 2 أسرى بمعارك عنيفة متواصلة في مديرية المخا وأطراف مديرية موزع غرب محافظة تعز.
مشاركة :