بينما تستعد أطراف الأزمة السورية والقوى الإقليمية والدولية لمحادثات جنيف المقرر أن تبدأ الثلثاء المقبل، وفي ظل الخسائر المتتالية لتنظيم «داعش» المحاصر في جيوبه الأخيرة في سورية، تسعى الولايات المتحدة للحصول على دعم تركي لمواجهة نفوذ روسيا وإيران في ذلك البلد. وتعهد الرئيس دونالد ترامب لنظيره التركي رجب طيب أردوغان بعدم تسليح «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية، التي تعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً مسانداً لـ «حزب العمال الكردستاني». وقدمت واشنطن وأنقرة روايتين متباينتين لما دار في المكالمة الهاتفية بين ترامب وأردوغان، فبعدما صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أول من أمس بأن الرئيس الأميركي وعد «بوضوح» بعدم تزويد «الوحدات» الكردية بالأسلحة، نقل البيت الأبيض عن ترامب قوله أمس، أنه أبلغ الرئيس التركي خلال الاتصال بأن واشنطن بدأت «تعدل الدعم العسكري لشركائها على الأرض في سورية». في هذه الأثناء، قال الناطق باسم الحزب الكردي السوري إبراهيم إبراهيم أمس، إن السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سورية ستجري المرحلة الثانية من الانتخابات في الأول من كانون الأول (ديسمبر)، في إطار عملية تفضي إلى تشكيل برلمان محلي بحلول أوائل عام 2018. وأجرت منطقة شمال سورية المرحلة الأولى من الانتخابات في أيلول (سبتمبر)، واختار الناخبون رؤساء نحو 3700 بلدية في ثلاث مناطق بالشمال حيث أسست الجماعات الكردية حكماً ذاتياً منذ 2011 عندما تفجر الصراع السوري. وتشير الانتخابات إلى طموح الجماعات الكردية وحلفائها الذين يسيطرون على نحو ربع مساحة سورية ويهدفون إلى تأمين حكم ذاتي في إطار دولة لامركزية. وضمن مزيج من التوافق والتنافس بين القوى المؤثرة على الأرض في سورية، قبل يومين من الموعد المقرر لمحادثات جنيف، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني لنظيره السوري بشار الأسد في مكالمة هاتفية أمس، إن «إيران ستقف بجانب الشعب السوري والحكومة السورية في الحرب ضد الإرهاب. وطهران مستعدة لأن يكون لها دور فاعل في إعادة إعمار سورية». وفي الرياض، عبّر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بنتائج الاجتماع الموسع الثاني للمعارضة السورية الذي عقد في الرياض ونجح في توحيد موقفها وتأسيس هيئة تفاوضية تمثل الجميع. وأكد وزير الخارجية عادل الجبير أن موقف المملكة من تسوية الأزمة السورية هو أنها يجب أن تقوم على إعلان «جنيف1» وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، لتشكيل مجلس الحكم الانتقالي وفترة الانتقال التي من شأنها أن تنقل سورية نحو مستقبل جديد. وهنأ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الدكتور نصر الحريري على انتخابه رئيساً للهيئة العليا للمفاوضات، والسعودية لاستضافتها اجتماع المعارضة السورية في الرياض. وكان الحريري صرح بأن المعارضة ذاهبة إلى جنيف لعقد محادثات مباشرة ومستعدة لمناقشة كل شيء في المفاوضات. وكان من المقرر وصول نائب المبعوث الأممي إلى سورية رمزي عز الدين رمزي، أمس إلى دمشق، قبيل انعقاد الجولة الثامنة من محادثات جنيف.
مشاركة :