القدس ـــــ أحمد عبدالفتاح| تشير الوقائع التي تتوالى فصولاً منذ عدة أيام إلى أن المصالحة بين حركتي فتح وحماس تتعرّض للمزيد من الشروخ والصدوع، وباتت تقف على حافة السقوط في هاوية الانقسام مرة اخرى، وآخر هذه الوقائع ـــــ وليس آخرها ـــــ نشوب ما يشبه «حرب أهلية» بين موظفي السلطة وحكومة «حماس» إثر قيام نقابة الموظفين التابعة للاخيرة بمنع موظفي السلطة الذين استجابوا لدعوة الحكومة التي وجهتها امس الأول لهم للالتحاق بعملهم من دخول الوزارات، بما في ذلك منع وزير الحكم المحلي حسين الاعرج من دخول مقر الوزارة، وهو ما تسبّب في حالة من الفوضى والارتباك في عمل الوزارات والمؤسسات الرسمية. واتهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد حركة حماس بعدم الالتزام بما وقّعته في اتفاق المصالحة في القاهرة. وأعربت حكومة الوفاق الوطني في بيان امس عن أسفها، لمنع النقابة دخول الوزير الاعرج الى مقر الوزارة برفقة موظفيه في غزة، إضافة الى منع موظفي وزارات اخرى. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود: ان الحكومة تنظر بأسف وأسى شديدين الى هذه الخطوة الخطيرة، لما في ذلك من تهديد لجهود المصالحة ومخالفة الاتفاقات والتعهّدات التي أُبرمت، وآخرها اتفاق القاهرة الذي تم التوصل اليه الشهر الماضي. وفي السياق ذاته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عضو وفدها للحوار حسين الشيخ إن التلكؤ والمناورات التي تستخدمها حركة حماس تحول دون تمكين الحكومة في كل المجالات الادارية والمالية والأمنية، وبسط سيطرتها ونفوذها في قطاع غزة، كما هي الحال في الضفة. وأضاف الشيخ: «إن دعوة حماس لموظفيها بمنع الموظفين الشرعيين ممن كانوا يعملون قبل عام 2007 في الوزارات من ممارسة عملهم هي دليل واضح على رغبتها في تعطيل تنفيذ الاتفاق والتهرّب من استحقاق المصالحة». وطالب الشيخ مصر ببذل جهود كبيرة والتدخل العاجل لتجاوز هذه الأزمة التي ستكون لها تبعاتها الخطيرة. في المقابل، حمّلت حركة حماس الحكومة المسؤولية، وقال الناطق باسمها فوزي برهوم في بيان «إن ما حصل من فوضى نتيجةٌ لقرار الحكومة بعودة الموظفين المستنكفين الى عملهم في وزارات القطاع»، واصفاً القرار بأنه غير مسؤول ومخالف لاتفاق القاهرة. ودعا قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار الفصائل في القطاع الى اجتماع طارئ مساء امس. وقد شارك في الاجتماع الوفد الأمني المصري الموجود في القطاع. وكانت «حماس» قد رفضت قرار مجلس الوزراء الثلاثاء بعودة الموظفين المعينين قبل 14 يونيو 2007 الى عملهم، وتكليف الوزراء ترتيب عودة الموظفين الجدد، من خلال آليات عمل معيّنة. بدورها، أصدرت نقابة الموظفين في القطاع العام بقطاع غزة قرارا لمندوبيها في الوزارات والمؤسسات الحكومية بمنع السماح لأي موظف من موظفي السلطة القدامى بدخول الوزارات. الاحتلال يمنع الدبلوماسيين السويسريين من دخول غزة حظر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على الدبلوماسيين السويسريين الدخول إلى قطاع غزة، من خلال معبر «إيرز» (بيت حانون) في شمالي قطاع غزة. وقالت القناة الثانية في التلفاز الإسرائيلي إن قرار ليبرمان جاء بعد لقاءات عقدها السفير السويسري جوليان توني برفقة عدد من الدبلوماسيين السويسريين مع قادة من حركة حماس في غزة. وأضافت المحطة: «أوعز ليبرمان بمساءلة مجموعة من الدبلوماسيين السويسريين بعد أن علم باجتماعاتهم مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ويحيى السنوار قائد «حماس» في قطاع غزة»، مشيرة الى ان ليبرمان قرر عدم السماح لهم بالدخول إلى غزة. ولفتت المحطة إلى أن المبعوث السويسري الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط رولاند ستيننغر التقى هنية قبل أسبوعين.
مشاركة :