صدرت النسخة المترجمة من كتاب «القاهرة منتصف القرن التاسع عشر»، عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة، للمستشرق الإنكليزي إدوارد وليم. والرحلة التي قام بها المستشرق بدأها من النشأة بعد الفتح العربي وحتى عام 1847، مشيرا إلى التماهي الذي عاشه بشكل فعلي مع القاهرة القديمة وحضارتها في عام 1833، حين استقر بشكل رئيسي في القاهرة، وتحت اسم «منصور أفندي» الذي أطلقه عليه المصريون حيث عاش حياتهم وارتدى زيهم وجاور عمائرهم الأثرية. درس إدوارد اللغة العربية، واتخذ قراره بالرحيل إلى الشرق ومصر بعد انتهائه من قراءة قصص ألف ليلة وليلة والتي كانت ذات تأثير كبير عليه، وكان قدومه للشرق ذا تأثير كبير على مصر أيضا. وينقسم الكتاب إلى عشرة فصول، حاول المؤلف بإيجاز في أول فصلين منها ذكر أهم ما يتعلق بنشأة المدينة وتطور حواضرها القديمة التي تتابعت منذ نشأة الفسطاط مرورا بالعسكر والقطائع حتى إنشاء القاهرة، ثم تطورها وامتدادها بعد ذلك في العصرين الأيوبي والمملوكي، اعتمادا على ما ذكره المقريزي. ومن الفصل الثالث، بدأ في وصف المدينة الحديثة، بداية من بولاق أبوالعلا، وهو ميناؤها على النيل حتى المدينة نفسها بأسوارها وأبوابها. ومن الفصل الرابع أخذ في تقسيم ما سيتم تناوله داخل المدينة، بداية من قلعة صلاح الدين وتأسيسها وأهم المباني التي تشتمل عليها، ثم شوارع المدينة ودروبها وحاراتها ومتاجرها ومنازلها وأسواقها، يلي ذلك أهم المساجد داخل المدينة ثم أهمها خارج المدينة. وفي الفصل الثامن تحدث عن المقابر والجبانات، وأفرد الفصل التاسع عن جزيرة الروضة، واختتم الكتاب في الفصل العاشر بالحديث عن مصر العتيقة وأهم مبانيها القديمة كجامع عمرو وقصر الشمع. وقدم الكتاب وأعد له المستشرق الإنكليزي ستانلي لين بول، وهو ابن شقيقة المستشرق الإنكليزى إدوارد وليم لين، وأحد كبار العلماء المتخصصين في تاريخ مصر في العصر الإسلامي.
مشاركة :