قاهرة القرن التاسع عشر بعين مصور فرنسي بقلم: محمد الحمامصي

  • 2/18/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

معرض لأعمال إميل بيشارد تضم مشاهد الحياة اليومية للحياة في شوارع القاهرة في القرن التاسع عشر والحياة العائلية، وأنشطة الأسواق والدراويش الصوفية والنساء.العرب محمد الحمامصي [نُشر في 2018/02/18، العدد: 10904، ص(12)]ملامح نساء يغسلن في جوار بئر نظمت صالة عرض التصوير الفوتوغرافي، بالتعاون مع مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، معرضاً فوتوغرافياً بعنوان “إميل بيشارد: مستشرق في قاهرة القرن التاسع عشر”. ضمت المجموعة، التي تم اقتراضها من عضو مجلس أوصياء الجامعة الأميركية بالقاهرة فيليب ماريتز، 53 صورة داكنة تعود إلى القرن التاسع عشر من مجموعة الدراسات الاستشراقية للمصور إميل بيشارد والتي تضم مشاهد الحياة اليومية للحياة في شوارع القاهرة في القرن التاسع عشر والحياة العائلية، وأنشطة الأسواق والدراويش الصوفية والنساء ومجموعة متنوعة من البورتريهات الخاصة بالشيخ السادات، إحدى الشخصيات الهامة في المجتمع في ذلك الوقت. إميل بيشارد مصوّر فرنسي ظهر في مصر سنة 1869، وكان الاستديو الخاص به في حديقة الأزبكية، وكان من ضمن مهامه توثيق الآثار في المتحف المصري. ومن الصعب والنادر جدا العثور على مجموعة متكاملة من أعماله، ولذلك تعتبر هذه المجموعة المعروضة قيمة جدا. وهي تعرض لأول مرة في مصر وربما في العالم. ففي فرنسا أقيم معرض أو اثنان له، لكن الصور المعروضة كانت من مجموعات مختلفة. أما هذه المجموعة فهي متكاملة بحسب ترتيب وانتقاء المصوّر وكل صورة لها رقم تسلسلي. وقد عاش بيشارد في القاهرة بين 1869 وسبعينات القرن التاسع عشر، وكان في ذلك الوقت المصوّر الرسمي للمتحف المصري بالشراكة مع مصور فرنسي مرموق أخر وهو هيبوليت ديلييه والذي كان يدير معه استديو للتصوير الفوتوغرافي (كشك في الأغلب) في حديقة الأزبكية. قام المصوران بيشارد وديلييه بنشر ألبوم لمتحف بولاق. وعند عودته لفرنسا، شارك بيشارد في معرض التصوير الدولي بباريس عام 1878 حيث حصل على جائزة ذهبية. وبخلاف ألبومات الصور التي كلفه بها الخديوي إسماعيل، قامت بالميير بنشر صور أسفاره ورحلاته تحت عنوان “مصر والنوبة”، وهذه الأخيرة متاحة بمكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة. حصلت مكتبة الجامعة على هذه المجموعة من خلال أحد أوصيائها الذي قام بشراء الألبوم من مزاد بلندن، وحيث إنه يعرف الدور الذي تقوم به مكتبة الكتب النادرة في التعاون مع هيئة التدريس لنشر الثقافة واستخدام آليات مثل الصور وغيره كأداة تعليمية ومادة يبني عليها دراسات أكاديمية قام بإعارة هذا الألبوم لفترة لمكتبة الجامعة.ملامح من الحياة اليومية ومشاهدها القاهرية في قرن شهد ذروة فنون عصر الاستشراق وعلى الرغم من أن جميع الصور متاحة على الإنترنت تم تنظيم المعرض للصور الفعلية، حيث تم انتقاء 55 صورة من الألبوم. وأغلب الصور تدور حسب المواضيع التالية: 1ـ الماء في المدينة. 2 ـ المرأة وملابسها والمجوهرات والزينة. 3 ـ الشيخ السادات في بيته الموجود حتى الآن بدرب الجماميز. 4 ـ الصوفي والأناشيد والموسيقى التي كانت تعزف في لقاءات الدراويش. 5 ـ الأسواق التجارية والباعة الجائلين. ولكن الجديد في الموضوع أن أسلوب العرض يكاد يكون ثلاثي الأبعاد، فالكثير من العناصر التي في الصور معروضة أيضا كقطع متحفية قام الفريق المنظم للمعرض بإحضارها سواء من بيوتهم أو من أسواق خان الخليلي أو من منطقة تحت الربع. ورغم أن الصور أبيض وأسود، فإن المعرض يعكس ألوان الشرق ورحيقه بسبب القطع المتحفية التي تعكس هذا الجو الشرقي وتسمح للمتفرج بالغوص في الصور وفهمها بسهولة. يذكر أن المعرض الذي افتتح في 14 فبراير يستمر حتى 22 مارس بصالة عرض التصوير الفوتوغرافي، مبنى عبداللطيف جميل، حرم الجامعة الأميركية بالقاهرة الجديدة. كاتب من مصر

مشاركة :