انهيار تحالف إخوان الجزائر أول ارتداد للانتخابات المحلية بقلم: صابر بليدي

  • 12/3/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

زعيم جبهة العدالة والتنمية (متفرعة عن جماعة الإخوان المسلمين العالمية)، بتأثر الوعاء الإسلامي في الجزائر بسقوط الإخوان في مصر وإجهاض مشروع الإسلام السياسي بما في ذاك فشل حركة النهضة في إقامة المشروع الإخواني في تونس. وقال، لموقع محلي إلكتروني، “لا شك أن الأحداث التي عرفها العالم العربي ولا يزال، على غرار ما وقع في مصر، وموقف الدول العربية؛ المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين من تيار الإسلام السياسي، تركت تأثيرها الكبير على معنويات أنصار المشروع الإسلامي في باقي المنطقة”. وأضاف “هؤلاء (أنصار المشروع الإسلامي) في حيرة من أمرهم ولا يعرفون أين يتجهون وماذا يفعلون، وقد ساهم أيضا في تعميق هذه الحيرة شيوع الفهم المعلول للإسلام الذي روجت له مكونات من التيار الإسلامي، كالتيار المدخلي”. وأوضح جاب الله أن هذا التيار “وبدعم وتشجيع البعض من الأنظمة السياسية كان يضلل أنصاره بالدعوة الشرعية إلى طاعة الحكام وعدم جواز مخالفتهم ولو بالانتخاب”. وتلمح إشارات جاب الله إلى حالة التفكك والتنافر بين المدارس والمذاهب الإسلامية وغياب الإجماع الداخلي لديها حول تصور معين عن حدود العزل بين العمل الدعوي والعمل السياسي داخل المجموعات الإسلامية. وشكلت تصريحات جاب الله اعترافا غير مسبوق منه بتأثر الأحزاب الإسلامية في الجزائر بدور التيار السلفي في تشتيت الوعاء الإسلامي في البلاد ومساهمته في توسيع فكرة القطع مع العمل السياسي. وتغلغل التيار السلفي في الأوساط الشبابية ومحيط المساجد التي كانت تشكل منصة الإسلاميين في الترويج لمشروعهم السياسي. ووصف جاب الله نشطاء وزعماء التيار السلفي في البلاد بـ”دعاة الأطروحات الفاسدة والجاهلة والحاقدة”، مضيفا أن هذه الأفكار استفادت من غياب معالجة وسائل الإعلام لهذه المسائل وحصار السلطة للعلماء والدعاة ذوي الكفاءة والخبرة في الممارسة السياسية.الخلافات تعمقت بين قياديي الأحزاب الإسلامية حول مصيرهم في الحزب الجديد. ودفعت الخلافات قياديين إلى التردد في الإعداد للمؤتمر المتفق عليه خشية فقدان مواقعهم وقال إن “الأمر فاقم انتشار الفهم المعلول والخاطئ وساهم في تعميق الحيرة والدفع بأنصار الإسلام السياسي إلى أتون الحيرة ومقاطعة العمل السياسي برمته، والنظر إلى أصحابه على أنهم خوارج”. ويبدو أن أول ارتدادات الانتكاسة التي مني بها الإسلاميون في الانتخابات المحلية الأخيرة سيكون في شكل انفجار “تحالف النهضة والعدالة والبناء”. وتم إطلاق تحالف الأحزاب الإسلامية الثلاثة العام الماضي، في خطوة تمهد لإنشاء حزب إسلامي واحد. وأعلن جاب الله عن وجود خلاف بين حركته (جبهة العدالة والتنمية) مع حركة النهضة، مؤكدا وصول الخلافات إلى نقطة اللا رجوع. وقال “لقد اجتمعنا من أجل أن نتعاون على بناء حزب واحد تذوب فيه الأحزاب الثلاثة، واتفقنا على تنظيم مؤتمر جامع قبل نهاية سبتمبر 2017، لكن اتضح بأن هدف الانتخابات عند الشركاء مقدم على غيره”. وأضاف جاب الله “وافقت على التحالف لأنني اعتقدت أننا سنذهب إلى الوحدة الشاملة الاستراتيجية، فلما وقع التراجع عن هذا الاتفاق أصبت بخيبة أمل وسحبت نفسي من المشاركة في الانتخابات”. وتقول مصادر من داخل تحالف الأحزاب الإسلامية الجزائرية إن خلافات عميقة تكرست في الآونة الأخيرة بين قيادات هذه الأحزاب حول مصيرها ومستقبلها في الحزب الجديد. ودفعت الخلافات قياديين إسلاميين إلى التردد في الإعداد للمؤتمر المتفق عليه، خشية فقدان مواقعهم ومناصبهم خاصة مع تشبث جاب الله بقيادة الحزب رغم أن اتفاقا أوليا أقر تطبيق القيادة الدورية. وذكر جاب الله بأنه يعتبر الانتخابات “وسيلة من وسائل العمل السياسي لكن الواقع الفكري المروج له حصرت العمل السياسي في الانتخابات”. وقال “كان لهذا تأثير كبير على قناعات أبناء التيار الإسلامي وصار هم معظمهم المصالح الشخصية التي ترتبط بالترشح في الانتخابات، وهو ما سبب نفور أغلب أبناء التيار عن العمل الحزبي وعدم الانضباط والأزمات داخل الأحزاب الإسلامية”. وأرجع جاب الله تراجع الإسلام السياسي بشكل عام في الانتخابات المحلية الأخيرة إلى عدة أسباب، حيث اعتبر أن من بينها “المقاطعة الواسعة لأبناء التيار الإسلامي للانتخابات”. وتابع أن “من الأنصار من شارك لكنه لم يكن متحمسا للموعد الانتخابي ولم يوله الجهد الكافي”. والأسباب، بحسب جاب الله تعود أيضا إلى “افتقاد المرشحين للإمكانيات المالية مما خلف سباقا غير متكافئ بين المتنافسين على مقاعد المجالس البلدية والولائية”. كما أن من بين الأسباب، وفقا للقيادي الإخواني، “التزوير والتلاعب بالنتائج وتضخيم نسب المشاركة لصالح أحزاب معينة، والارتباك التنظيمي والداخلي للتحالف قبل الموعد الانتخابي”.

مشاركة :