الغموض يلف مصير مفاوضات جنيف لحل الأزمة السورية

  • 12/6/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

امتناع النظام عن الحضور إلى المؤتمر، بسبب عدم رضاه عن بيان المعارضة الذي صدر في مؤتمر الرياض2 الموسع للمعارضة، وتطرق لمصير بشار الأسد. وخلال مؤتمر الرياض2 قبل أسبوعين، قالت المعارضة السورية إنها تؤكد على أن العملية الانتقالية لن تحدث دون مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد وزمرته عند بدئها، وأن المفاوضات المباشرة غير المشروطة تعني طرح ونقاش كافة المواضيع، ولا يحق لأحد وضع شروط مسبقة، وذلك في بيان المؤتمر الختامي. وقال بشار الجعفري، رئيس وفد النظام السوري في مفاوضات جنيف8، الجمعة الماضية، إن النظام "لن يدخل في مباحثات مباشرة مع المعارضة السورية، طالما أن بيان الرياض2 مازال قائما"، واصفا لغة البيان بـ"الاستفزازية". جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في ختام مباحثات وفد النظام مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في جنيف، في اليوم الأخير للجولة الأولى من مؤتمر جنيف8 الحالية. وأضاف الجعفري "نحن نرى أن اللغة التي استخدمت في الرياض2، هي عبارة عن شروط مسبقة، والمبعوث الدولي قال لا شروط مسبقة، لكن لغة البيان بالنسبة لكثير من المحللين والعواصم هو عودة للوراء، ومن كتبه وضع ألغاما في طريق المفاوضات". وأوضح بقوله "نعتبر بيان الرياض مرفوضا جملة وتفصيلا، ولا سيما أن البيان لا يأخذ التطورات السياسية والعسكرية، التي حصلت منذ أيام (المبعوث الأممي السباق الأخضر) الإبراهيمي وحتى الآن، والعودة للوراء هي عودة يائسة للمربع صفر، وهي بالتالي محاولة جدية لتقويض مهمة دي ميستورا". وذهب إلى أن لغة بيان الرياض2، "تجاوزتها الاحداث، عسكريا تم الانتصار على الإرهاب، ويجب أخذ الواقع السياسي والعسكري بواقع الأحداث، ومن يعود بطرح شروط مسبقة فهو غير واقعي، ما يحكونه لغة قديمة، الحكومة قوية على الأرض، ونذهب لأي مكان لتحقيق تقدم وجاهزون لذلك". فيما اعتبر وفد المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 8 الجمعة الماضية أيضا، أن تصريحات وفد النظام حول إحتمالية عدم عودتهم للجولة الثاني من مؤتمر جنيف8 الحالية، الأسبوع الجاري، "دليل على وضعه شروطا مسبقا لدخول المفاوضات". وقال المتحدث باسم الوفد، يحيى العريضي، في تصريح صحفي، إن "أحد الأسس التي عقدت عليها الجولة الحالية، ألاّ يكون هناك شروط مسبقة، وعندما تقول جهة معينة (يقصد وفد النظام) بأنها لن تعود، فهذا يعطي دلالة قاطعة أن هناك شروط، وعدم إحساس بالمسؤولية تجاه الذين يئنون خلال كل هذه السنوات". وفي نهاية الجولة الأولى من مؤتمر جنيف8، الأسبوع الماضي، قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إن "وثيقة المبادئ الأساسية" التي قدمها لوفدي النظام والمعارضة السوريين، الخميس الماضي، "قابلة للنقاش والتطوير والتحديث، وتهدف لإيجاد القواسم المشتركة بين الطرفين". جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب دي ميستورا، في ختام الجزء الأول من مباحثات "جنيف 8". وأشار دي ميستورا، إلى إنه تم توزيع الوثيقة التي تحمل عنوان "مبادئ المبعوث الخاص الحية الأساسية السورية-السورية الـ12" على وفدي النظام والمعارضة، فى اجتماعات متوازية معهما. وبحسب البيان، شرح المبعوث الأممي للوفدين أن هذه المبادئ تسعى إلى تجسيد القواسم المشتركة المتعلقة بمستقبل سوريا، وتوفير أفق مستديم حول رؤية يمكن أن يتقاسمها كل السوريين لمستقبل بلدهم. وذكر أن "المبادئ الـ12 منسجمة وتعكس العديد من المبادئ المتعلقة بمستقبل سوريا، الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، ويمكنها أن تساعد في مشاورات موازية حول السلال الأربعة لمفاوضات حل الأزمة السورية (الحكم الانتقالي، الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب)، التي تبقى على جدول أعمال المشاورات". وطلب المبعوث الأممي، من الوفدين مواصلة التفكير في وثيقة المبادئ، وتزويده بردودهم حولها، والانخراط في مناقشة المسار والجدول الزمني للعملية الدستورية، والانتخابات، وذلك في مشاورات الأسبوع القادم. وعقدت محادثات جنيف الأولى في 30 يونيو/حزيران 2012، و"جنيف 2" في 22 يناير/ كانون الثاني 2014، وانتهت الجولتان دون نتيجة، فيما عقدت "جنيف 3"، في 29 يناير/كانون الثاني 2016، وتوقفت المحادثات مع حصار النظام لمدينة حلب (شمال)، قبل عقد عدة جولات أخرى لم تنجح في تحقيق أي تقدم، وكذلك جولات العام الحالي لم تحقق اي خرق في المفاوضات. وفي 30 ديسمبر/كانون الأول 2016، تم توقيع اتفاق هدنة بضمانة تركية روسية على أنه في حال نجاح الهدنة بتخفيف الحرب يتم الانتقال إلى استئناف المحادثات السياسية في جنيف وهو ما توافقت عليه الأطراف.

مشاركة :