دبي: نادية سلطانفي ظل التطور والتقدم والنمو التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة في كافة مجالاتها، هل أصبح من المقبول أن تتواجد عمالة فنية مؤقتة غير مؤهلة وغير مدربة، بل غير متخصصة في حياتنا في العديد من المجالات؟ هكذا علق اللواء الدكتور أحمد عيد المنصوري مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، حيث أكد أن تلك النوعية من العمالة ساهمت في وقوع جانب من بعض القضايا الجنائية التي وردت إلى الإدارة.وقوع باب حديدي وسرد عدداً من تلك القضايا التي قام بمعاينتها، وأعد التقارير الفنية فيها خبراء على أعلى مستوى من التأهيل والتدريب في عدد من الأقسام المتخصصة، مشيراً إلى إحدى القضايا التي وقعت في إحدى إمارات الدولة، وكانت ضحيتها طفلتان عندما كانتا تلهوان بجوار بوابة منزلهما وفجأة وقع الباب الحديدي عليهما، وأثبتت التقارير الفنية عند معاينة الحادث أنه لم يكن مثبتاً بالطريقة الفنية الصحيحة.وأشار إلى أن تلك لم تكن الحالة الوحيدة ألتي تحدث، فقد سبقتها حوادث مماثلة، وتلتها حوادث أخرى في هذا الصدد، أيضاً من بين القضايا التي وردت وتبين فيها إهمال وخلل فني ارتكب من قبل العمالة الفنية غير الماهرة، ما يحدث في مجال الإنشاءات، ومنها وقوع أكثر من حالة وفاة بسبب انهيار في سقالات، أو انهيارات في بعض الطوابق بتلك الإنشاءات، أو انهيار رافعات لتركيبها بطريقة غير صحيحة.وأضاف أيضاً هناك عدد من القضايا التي وردت وتم التحقيق فيها واستخراج تقارير فنية تثبت أن بعض العاملين والعاملات في مجالات الصالونات النسائية والرجالية من العمالة غير المتخصصة، بل قد يكونوان امتهنوا تلك المهنة بالصدفة البحتة، حيث تكررت حوادث الاستخدام الخاطئ للحنة ما تسبب بوقوع حروق جسيمة، أو استخدام كريمات لتنظيف البشرة، أو مواد لفرد الشعر أدت إلى سقوطه، أو حرق في فروة الرأس وغيرها. حوادث المركبات وأضاف، أما في مجال المركبات فحدث ولا حرج، فهناك العديد من الحرائق في مركبات نتجت عن عدم الإصلاح الجيد لها من قبل عمالة ليست مؤهلة لتلك المهنة، وهناك أيضاً من ارتكبوا عمليات تزويد لمركبات بالمخالفة وتسببوا بوفاة أصحاب تلك المركبات بسبب التزويد الخاطئ داخل ورش غير مرخص لها بهذا العمل، ومن قبل عمالة غير متخصصة، أو لا تدرك ما هي المواصفات والمقاييس التي لابد من اتباعها، لأن قدرة تحمل ماكينة المركبات تختلف من مركبة لأخرى، فأدى ذلك إلى حرائق في ماكيناتها، أو تدهورها وغيرها، وهناك العديد من تلك الحوادث الموثقة في هذا المجال وأعدت تقارير فنية فيها.وتحدث أيضاً عن بعض الحوادث التي وقعت في أبراج، أو منشآت، أو مستودعات بسبب ماس كهربائي، إما عائد لاستخدام مواد كهربائية رديئة الصنع، وإما إلى عمالة فنية غير متخصصة في التركيبات الكهربائية.ولفت إلى ثلاجات المياه الخيرية التي يتم تركيبها في بعض الأماكن، ونجد أنها بعد فترة أهملت، أو أنها تم تركيبها بمواصفات غير صحيحة ما تسبب بإيذاء البعض من شحنات كهربائية صادرة عنها، خاصة الأطفال، أيضاً هناك حوادث قاتلة حدثت في ألعاب الأطفال التي تم تركيبها، وكان فيها خلل فني ولم يراع من قبل العمال القائمين على تركيبها ما أدى إلى سقوطها وكانت في سنوات سابقة. عمالة غير متخصصة وأكد أن تلك الأخطاء البشرية من قبل العمالة غير متخصصة تساهم في نسبة من القضايا الجنائية الواردة للإدارة العامة للأدلة الجنائية، وهناك قسم الهندسة الجنائية يقوم بدور مهم في الكشف عن أسباب تلك الحوادث التي تتكرر، ويقوم خبراء القسم من المهندسين المتخصصين بتحديد سبب الحوادث، مطالباً أن تكون هناك جهة، أو هيئة تقوم بوضع مواصفات للعمالة الفنية القادمة لا يمكن تجاوزها، وان يتم اعتماد تلك العمالة قبل إلحاقها بالعمل في أماكن وجهات تخص حياة البشر طبقاً لتلك الشروط والمواصفات في كل مهنة على حدة.وطالب بضرورة وجود قانون يلزم كل الجهات الخاصة والحكومية بجلب العمالة الفنية الماهرة والمتخصصة، حتى لا تكون أرواح البشر والأطفال خاصة فريسة لأخطاء بشرية بسبب التهاون في هذا الأمر. وأفاد بأن وجود قانون ينظم تلك المسألة، ويساهم في جلب عمالة فنية متخصصة، سيؤدي إلى خفض تلك الحوادث.